يشهد العالم تطورات سريعة مما فرض تحولات كبيرة في شكل التعليم العالمي، فقد أصبح التركيز حاليا على المهارات العملية والتكنولوجيا بدلاً من الحفظ والتلقين. يفرض هذا التغيير تحديات وفرصًا أمام الطالب المصري، مما يستدعي إعادة النظر في نظام التعليم لإعداده لمستقبل يتطلب التكيف والإبداع والابتكار.
لم يعد التعليم التقليدي كافيًا في العالم الحالي فالآن ينتشرالتعلم الرقمي والتفاعلي الذي يدمج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، وأصبحت المهارات الحياتية والعملية مثل التفكير النقدي، حل المشكلات، والعمل الجماعي ضرورة لا غنى عنها لكل طالب، كما أن التعلم المستمر صار أساسيا لمواكبة تطورات سوق العمل السريعة.
إذا لم يتطور التعليم في مصر ليواكب هذه التحولات، سيواجه الطالب صعوبات في المنافسة عالميًا.
وفقا لرؤية مصر 2030 نجد شكل الطالب المصري مختلفا عن شكله الحالي فهو متمكن من التكنولوجيا والمهارات الرقمية، مبدع وناقد قادر على حل المشكلات، مؤهل لسوق العمل العالمي بإتقان اللغات والمهارات الحديثة.
وهنا يطرح السؤال نفسه كيف نحقق هذا الشكل للطالب المصري في ظل التحديات الراهنة؟
والإجابة تتمثل في ثلاث عناصر رئيسية أولها تطوير النظام التعليمي ليس داخل الكتب فقط ولكن من حيث تفعيله والتغلب على فجوة التنفيذ فالتطوير لا يقتصر فقط على تحديث المناهج لتركز على التفكير النقدي والمهارات الرقمية، بل يجب التحرك نحو تأهيل المعلمين لدور الموجه والمحفز على الإبداع , مع دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية.
العنصر الثاني يتمثل في دور الأسرة ، فالأسرة هي نواة المجتمع و من أدوارها الهامة دعم التعلم الذاتي وتشجيع الابتكار وهو ما لا نجده كثيرا، و الأهم حتى نصل لشكل الطالب المنشود هو تقليل التركيز على الدرجات والاهتمام بالمهارات العملية والحياتية بشكل أكبر.
العنصر الثالث هو السياسات التعليمية التي تهدف لتعزيز الشراكة بين التعليم وسوق العمل مع التركيز على تطوير أنظمة التقييم لتركز على الفهم والتطبيق.
ختاما، مستقبل الطالب المصري يعتمد على جودة التعليم اليوم. إذا استثمرنا في الإبداع والتكنولوجيا والتعلم المستمر، سنصنع جيلاً قادرًا على التكيف مع تحديات المستقبل، والمنافسة عالميًا، وقيادة التغيير بدلًا من الاكتفاء بمواكبته.