د.دينا طارق تكتب | مهارات القرن الحادي والعشرين

0

لم يعد الحصول على شهادة جامعية كافيًا لضمان النجاح في سوق العمل اليوم. فمع التغيرات السريعة في التكنولوجيا ومتطلبات الوظائف، أصبح امتلاك مهارات القرن الحادي والعشرين ضرورة لا غنى عنها لأي خريج يسعى للتميز. هذه المهارات لا تقتصر فقط على المعرفة الأكاديمية، بل تمتد إلى القدرات التأهيلية والصفات الشخصية التي تساعد الفرد على التكيف والإبداع في بيئة العمل الحديثة.
ثلاث محاور أساسية هي جوهر مهارات القرن، أولها المعارف الأساسية فهي حجر الأساس لأي مهنة، وهي تشمل المهارات المعرفية مثل الإلمام بالقراءة والكتابة والقدرة على التعبير بوضوح وفهم المعلومات المكتوبة فهذا أمر أساسي في أي وظيفة.
ومنها المهارات الرياضية فلابد وأن يمتلك كل خريج مهارات الحساب الأساسية.
العالم اليوم يتحرك بسرعة، ومن لا يواكب التطورات التكنولوجية يجد نفسه متأخرًا لذا لابد وأن يكون لدى الخريج معرفة بالعلوم والتكنولوجيا المعاصرة.
أيضا الإلمام بالثقافة المالية وفهم أساسيات التمويل يساعد الخريج على اتخاذ قرارات مالية سليمة. ولإن العالم أصبح قرية صغيرة فقد يجد الخريج نفسه في بيئة عمل ذات طبيعة متعددة الثقافات وهذا يتطلب مرونة وقدرة على التكيف مع الآخرين وعليه فالوعي بالقيم الثقافية والمجتمعية يساعد في مواجهة مثل هذه التحديات.
ثاني المحاور الأساسية هي المهارات التأهيلية، المعرفة وحدها لا تكفي، ومفتاح النجاح في بيئة العمل هو المهارات التأهيلية فهي تلعب دورًا حاسمًا في نجاح الخريجين، ومنها مهارة التفكير النقدي وحل المشكلات والقدرة على مواجهة التحديات، ومهارة الإبداع والابتكار، فسوق العمل لا يحتاج فقط لمن ينفذ المهام، بل لمن يبتكر طرقًا جديدة لتحسين الأداء، بالإضافة لمهارات التواصل والتعبير عن الأفكار بوضوح ممزوجة بالقدرة على العمل الجماعي والتعاون فهذه التركيبة المعززة من المهارات تعزز النجاح في بيئة العمل.
أما المحور الثالث فهو الصفات الشخصية وهي السر وراء التميز المهني، هناك صفات شخصية تميز الناجحين، مثل الفضول وحب التعلم، روح المبادرة، الإصرار والمثابرة، التكيف والمرونة، القيادة وتحفيز الآخرين.
والسؤال هنا لماذا هذه المهارات ضرورية؟
في سوق العمل اليوم، لم يعد التوظيف يعتمد فقط على الدرجات العلمية، بل على ما يمكن للفرد تقديمه عمليًا. الشركات تبحث عن أشخاص قادرين على التعلم والتطور باستمرار، ممن يمتلكون مهارات تكنولوجية واجتماعية تمكنهم من مواكبة التغيرات. التكنولوجيا تتطور بسرعة، وما هو مطلوب اليوم قد يصبح قديمًا غدًا، لذا فإن التعلم مدى الحياة أصبح من أهم مفاتيح النجاح.

وختامًا النجاح في سوق العمل الحديث لا يتطلب فقط المعرفة الأكاديمية، بل يحتاج إلى مجموعة من المهارات المتنوعة التي تضمن للفرد القدرة على الإبداع والتكيف والتعلم المستمر. لذلك، يجب أن نبدأ من المؤسسات التعليمية، ننطلق من المدارس إلى الجامعات، نصلح فجوة التنفيذ في المدارس ونفعل مهارات منهج 2.0 التي تركز تطوير مهارات الطلاب، ليكونوا مستعدين لمواجهة المستقبل بكل تحدياته وفرصه، ونطور مهارات الخريجين وأساليب التقييم في الجامعات لإعداد خريجين مؤهلين لسوق العمل المعاصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.