د. رغدة محمود تكتب | رحلتى الى المدرسة

0

يخوض كل طالب رحلة طويلة وشاقة بدءً من إلتحاقه بالصفوف الأولى فى روضة الأطفال حتى إنهاء دراسته الجامعية وخلال هذه الرحلة التى تستمر لسنوات طويلة من الروضه الى المدرسة وصولاً الى الجامعه يمر بالعديد من الخبرات والتجارب اليومية ويكتسب مزيج متنوع من المهارات التى تبنى هذا الإنسان وتشكل شخصيته , تحدد ملامحه و تفاصيل حياته.
قد لا يدرك الكثير من الأباء والأمهات أنه بمجرد خروج الطفل من حيز الأسرة وإتساع دائرة معارفه الاجتماعية من خلال إلتحاقه بروضة الأطفال ومع أولى خطواته الى المدرسة يواجهون إنخفاض وتقلص نسبة تأثيرهم عليه وتزايد مشاركة المجتمع الخارجى فى ذلك , من زملاء وأصدقاء , معلمين ومشرفين , حتى رفيقه بالحافلة التى تنقله الى مدرسته , يؤثرون بقوة عليه من خلال رحلة يومية إذا تناولنا تفاصيلها البسيطة سنجد أنها هامة ومؤثرة ولا يجب أن نغفل عنها .
هذه الرحلة اليومية التى تبدأ فى الغالب لدى الكثير من الطلاب فى السادسة صباحاً منذ أن يفتح الطالب عينيه ويبدأ فى الاستعداد للذهاب الى المدرسة العديد والعديد من التفاصيل والخبرات …. أتذكر تفاصيل يومى عند الذهاب الى المدرسة منذ الاستيقاط صباحاً والاستعداد ليومى الدراسى , تجهيز أدواتى وحقيبتى وانتظار الحافلة ….. طابور الصباح والإذاعه المدرسية …. تحية العلم …… حصص دراسية متتالية يتخللها دقات لجرس ينهى رحلة ممتعه بكل مادة ويبدأ رحلة جديدة ….. أنشطة ممتعه ننتظرها بشغف ….دخول المكتبة وإستعارة الكتب والمجلات …. محادثات جانببية مع الزملاء …… إنتهاء اليوم الدراسى والعودة الى المنزل …… أداء الواجبات المنزلية ……. تفاصيل كثيرة ممتعه حقاً أثرت بقوة فينا وشكلت شخصيتنا , أرى أن الطالب اليوم يفتقدها حقاً .
وحتى نكون منصفين علينا أن نعترف أن الطالب اليوم يخوض رحلة مختلفة تماماً عن ذلك … رحلة أكثر مشقة يواجه خلالها تحديات أكثر ويحمل فيها بأعباء متزايدة ومضاعفة تزيد من مشقة رحلته , وتتطلب من الأسرة أن تبدى أهتمام أكبر بمتابعة هذه الرحلة وتوجيه مسارها إذا تعرض للإنحراف أو التعثر , تحديات كثيره منها …. مؤثرات تقنية ورقمية تحيط به , نسق قيمى ومجتمعى مستهدف , تطلعات متزايدة للطالب والأسرة , مقررات دراسية وأنظمة تعليمية تتغير وتتطور بشكل متسارع , تكليفات وتقييمات تتسابق مع الطالب , مجتمع ينتظر منه المزيد ويطلب منه التطور والتأهيل المناسب , أعباء إقتصادية ومادية تواجهها الأسرة , نظرة مجتمعية تقيم مسارات التعليم تبعاً للتكلفة المادية لكلاً منها …. كل ذلك يمثل تحديات يواجهها الطالب اليوم وعليه أن يتأقلم معها ويروضها ويستفيد من ما تقدمه من مكتسبات وفرص ويتجنب ما تفرزه من تحديات تؤثر عليه …. لذا يجب أن نعى ذلك جيداً حتى نضمن سلامة الرحلة ووصولاً لما نستهدفه من أبناءنا وطلابنا وبناء مجتمع مستدام يواجه تحديات العصر ويتسلح بتعليم حقيقى يبنى ويشيد وطن قوى وأمن .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.