د. رغدة محمود تكتب | روشتة مشاعر

0

فى عصر طغت فيه المادة والضغوط والأعباء والصراعات على مظاهر الحياة، تاهت العديد من المعانى والمشاعر الإنسانية بين الناس، ضلت مشاعرنا طريقها، إما سارت فى طريق خاطئ، ولم تصب الهدف، أو عبرنا عنها بإسلوب غير مناسب، فلم تصل بنفس الطريقة، التى رغبنا فيها، أو فقدت جزءًا منها فى رحلة الوصول.
تلاشت الكثير من المشاعر الإنسانية بيننا حتى مع أقرب الأشخاص إلى قلوبنا، ومن نحبهم بصدق، فلم يعد الابن، يعبر عن حبه بالطريقة التى ينتظرها والديه، ولم يعد الصديق، يلبى نداء صديقه، كما يأمل منه.
هل أخذتنا الحياة المادية ذات الوتيرة السريعة إلى هذه الدرجة من إنسانيتنا، جميعنا نحتاج إلى الإحساس بالدعم والحب والاهتمام من أحبتنا، فالجميع يدعى الحب ولكن من منا يحب بصدق.
الجميع ينطق بكلمات الحب والإعجاب للأخرين، الجميع يقدم الهدايا والزهور فى المناسبات، والقليل منا ينجح فى التعبير عن مشاعره نحو أحبته، ويقدمها وقت حاجتهم إليها وبالقدر الذى يحتاجونه.
فهل نحن بحاجة إلى مراجعة مشاعرنا وطريقة تعبيرنا عنها، إذا كنت مهتم بتقييم مشاعرك وعلاقاتك مع من حولك عليك أن تسأل نفسك، هل أرى فى عيون أحبتى السعادة، التى سعيت إلى تحقيقها لهم؟ هل لبيت نداءهم كما توقعوا منى؟ أم رأيت نظرات الإحباط والحزن والانتظار تارة، ونظرات الحاجة تارة أخرى؟ هل تكررت أعتذاراتى ومبرراتى لهم؟ هل أتغيب عن أهم مناسباتهم، أم أحرص عليها؟ هل أتواجد دائما فى أهم لحظات احتياجهم لى؟ هل أبادر نحو من أحب بكل ما هو جميل؟
إجابات هذه التساؤلات لن يعرفها غيرك، ولن يضع أحد غيرك درجة أو تقييم لها، ولكن ما ستحصل عليه من تقييم، عليك أن تتوقف عنده وتراجعه، حتى تتأكد من إنسانيتك، وإذا رأيت أنك بحاجة إلى روشتة لمساعدتك، يمكنك أن تلقى نظرة على الوصفة التالية:
عبر عن كل ما هو جميل، ولا تخفيه أو تخجل منه.
لا تخفى مشاعرك، ولا تزيفها.
ما تستطيع تحمله وعبوره بمفردك من هموم، لا تشعر به أحبتك.
إبتسم دائما فقد تنقذ ابتسامتك أحدهم من أزمة أو مشكلة.
كن مبادرا دائما بكل ما هو جميل وإيجابى.
إذا كنت مهتما بأحد تحمله فى غضبه وانفعاله، وإغفر له وتجاوز عن أخطائه.
عبر عن إعجابك الآخرين، وكن محفزا لهم، ما يزيد من ثقتهم بأنفسهم.
كن داعما ومؤثرا فى من حولك.
إحرص دائما على أن تترك أثرا طيبا فى نفس كل من يتعرف عليك، أو يتعامل معك.
الجميع مثقل بالهموم، فلا تكن عبئا زائد عليهم.
اجتهد لتعبر عن حبك للآخرين بشتى الطرق، كما تفعل مع مشاعرك السلبية نحوهم.
دع قلبك يخفق بعفوية وصدق مع الجميع دون قيود.
تذكر دائما أن لديك مايميزك عن الآخرين، فلا تنظر لما يملكه غيرك. الرضا بما تملكه أعظم ثروة تمتلكها.
كل ما لدينا فى الحياة، لم يكتمل، يمكنك أن تكمله وتسعد به بمزيد من الرضا.
قدم النصيحه دائما بصدق ولا تبخل بها.
تأدب فى حضرة الألم والجرح.
تنقل دائما فى كل الزوايا، لترى الأمور برؤى مختلفة. إلتمس للآخرين الأعذار، ولا تضع أحكاما مسبقة.
تيقن أن السعادة قرار عليك أن تصنعه، وتتخذه بنفسك.
عليك أن تتبع هذه الوصفة بدقة، فإما أن تنقذ إنسانيتك أو عليك الخضوع لجراحة عاجلة لزراعة قلب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.