د. كريم عادل عبيد يكتب | مصر والسعودية .. عمق تاريخي وتحالف استراتيجي

0

العلاقات المصرية السعودية علاقات تاريخية تنطلق من مواقف وأحداث ستظل راسخة في سجل التاريخ تُمثل مسيرة مشرفة للتآخي الإنساني والتلاحم المشترك بين البلدين وتوافق الرؤى والآراء المتعلقة بأهم القضايا والتحديات على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث لعبت الدولتين دور كبير في تحقيق استقرار المنطقة العربية وإرساء حالة من السلام والاستقرار بإشادة المؤسسات والفاعليين الدوليين.
منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم، شهدت العلاقات المصرية السعودية تطورًا ملحوظًا وازدهارًا كبيرًا، فمنذ عام ٢٠١٤ جرت ١١ زيارة متبادلة، حرص خلالهم الجانبان على خلق حالة من الحوار المستمر والتنسيق الدائم والتعاون المشترك في شتى المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية والعسكرية والتعليمية والثقافية والصحية والبيئية.
تساهم الزيارة الأخيرة للأمير محمد بن سلمان، وما تم توقيعه خلالها من ١٤ اتفاقية في مجالات الطاقة والبترول والصناعات الغذائية والأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات في تعزيز العلاقات والتوسع في المشروعات المشتركة، حيث يسعى رؤساء الدولتين إلى العمل المستمر بهدف النهوض بالعلاقات المشتركة في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة وبصفة خاصة العلاقات التجارية والاستثمارية، خاصةً وأن الاتفاق على التعاون في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية المشتركة تعود بالنفع على شعوب البلدين الشقيقين.
كما تساهم هذه الزيارة في الوصول إلى رؤية مشتركة حول أطر التعاون المطلوب تعزيزها على الصعيد الاقتصادي وفقًا للأهداف المستهدفة وفي ظل التحديات والأوضاع الراهنة، وهو الأمر الذي من شأنه مزيد من التعاون خلال الفترة القادمة وتواصل مستمر بين حكومتي البلدين لتوثيق الروابط الاقتصادية بما يؤدى لتعظيم المنفعة المشتركة.
المملكة العربية السعودية تُقدر دور مصر الريادي في القارة الإفريقية والشرق الأوسط وعلاقتها المتميزة مع دول العالم، مما يجعل التعاون واستثمارها داخل الدولة المصرية يفتح لها أفق التعاون والعمل مع المجتمع الاقتصادي الإفريقي والدولي.
كما أن المملكة السعودية لها دور استراتيجي ورائد في تعزيز السلام في مختلف دول العالم، انطلاقًا من حرصها على الوصول إلى مجتمعات آمنة ومستقرة، ليقين راسخ منها بأن تحقيق الأمن والاستقرار لدول العالم يعزز من جودة مخرجات التنمية، ويعزز من قدرة الاقتصاد على النمو وتحقيق العدالة والتنافسية باعتبارهما القاعدة المهمة للإنتاجية في قطاعات الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية.
الدولة المصرية والسعودية يمتلكا رؤى لا تقتصر على تحقيق أهدافها وطموحات شعوبهما، ولكن امتدت رؤيتهما لمصالح المجتمعات وشعوب الدول الأخرى، بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية للعالم بأكمله. العلاقات المصرية السعودية علاقات تتمتع بالعمق التاريخي والتحالف الاستراتيجي، وتمثل نموذج للتعاون الدائم والتلاحم المشترك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.