في الثامن من مارس، يتجلى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة كتأكيد على
الدور الفعّال للمرأة في مختلف مجالات الحياة. يشهد هذا اليوم تقديرًا
عالميًا للمرأة كقائدة ومبتكرة ومدافعة عن حقوق الإنسان ومبدعة في رفد الثقافة والفن. النساء في كل مكان يثبتن قدرتهن على دفع عجلة التنمية البشرية نحو آفاق جديدة من السلام والازدهار.
عبر التاريخ، صنعت المرأة الفارق في مجتمعاتهن وأثبتن أنهن عنصر
فعّال في قيادة التغيير. من أنجيلا ميركل بقيادتها الحكيمة لألمانيا،
وملالا يوسفزاي، التي رفعت راية التعليم للفتيات، إلى النساء العربيات، مثل الشيخة فاطمة بنت مبارك، ساهمت بشكل كبير في رسم ملامح التنمية في الإمارات، وكذلك زها حديد، معمارية عراقية بريطانية، تُعتبر واحدة من أشهر المعماريين في العالم، وتُعرف بتصاميمها، الدكتورة
سميرة موسى، العالمة النووية المصرية، التي عُرفت بجهودها في السعي للسلام والتنمية، سارة العدوي، لاعبة كرة اليد المصرية وقائدة منتخب مصر للسيدات في كرة اليد، وحققت العديد من الإنجازات الرياضية وشاركت في العديد من البطولات العالمية، نور الشربيني، لاعبة أسكواش مصرية، وتعتبر واحدة من أفضل لاعبات
الاسكواش في العالم. حققت هذه النساء وأمثالهن نجاحات تُبرهنّ على أن تمكين المرأة، يُعدّ محركًا قويًا للابتكار والنمو الشامل. ويُلهم الأجيال القادمة، ويعكس قوة تأثير المرأة في بناء مستقبل مزدهر.
الاستثمار في تمكين المرأة، يمتد أثره إلى ما هو أبعد من الفوائد المباشرة، لتحسين وضعها الاقتصادي
والاجتماعي. يُسهم هذا الاستثمار في بناء أجيال قوية وأسر مستقرة، ما يُساعد على تنشئة أجيال واعية وصحية قادرة على المساهمة بشكل أكبر في اقتصاديات بلدانهن. بالإضافة إلى ذلك، النساء المتعلمات والمشاركات في الحياة العامة، يعززن مكانة الأسرة، ويساهمن في استقرارها الاجتماعي، ما يخلق بيئة ملائمة لتربية الأطفال في جو يقدر المساواة والتعاون.
الوعي بأهمية تمكين المرأة واستثمار الموارد في تطوير قدراتها ليس مجرد قضية عدالة اجتماعية، بل هو
أيضًا استراتيجية فعّالة، لتحقيق التنمية المستدامة. تحسين وضع المرأة، وتمكينها يساهم في تعزيز الاقتصادات، وتحقيق النمو المستدام، ويؤدي أيضًا إلى تقليل معدلات الفقر، وتحسين نوعية الحياة للجميع.
لذلك، يجب أن يكون الاستثمار في التعليم، الصحة، والمشاركة السياسية للمرأة على رأس أولويات صانعي، السياسات والمجتمع المدني. يجب أن يتم تضمين تطوير قدرات المرأة وتمكينها كعنصر أساسي في
الاستراتيجيات والبرامج التنموية، وأن يتم تخصيص الموارد اللازمة لتحقيق ذلك.
إن تحقيق التمكين النسائي، ليس فقط مسألة عدالة اجتماعية، بل هو أيضًا ركيزة أساسية للتنمية المستدامة والازدهار الشامل. عندما تكون المرأة ممكنة ومشاركة بشكل كامل في المجتمع، يتحقق التوازن والعدالة والتقدم الشامل للمجتمع بأسره.