د. محمد السيد سالم يكتب | التجويع.. سلاح الإبادة والتهجير

0

مؤسسات المجتمع الدولي والبشرية أجمع تري الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون من الجوع الحاد والقاتل في بعض الأحيان ، ومنذ اللحظة الأولى اعلان الإحتلال الإسرائيلي نيته حرمان الفلسطينيين في قطاع غزة من المواد الأساسية من الغذاء التي لا غنى عنها لبقائهم ، بما في ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الإغاثية ، لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بمنع دخول المواد الغذائية إلى القطاع ، فقام أيضاً بتدمير معظم الأراضي الزراعية في غزة وأغلب البنية التحتية للري وكلها مصادر حيوية للغذاء .
علماً أن نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ينص على أن تجويع المدنيين عمداً بحرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم ، بما في ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الغوثية هو جريمة حرب ، كما يحظر القانون الإنساني الدولي أو قوانين الحرب ، تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب ، كما وصلت الأوضاع في قطاع غزة إلى نقطة حرجة ، حيث الجوع والمجاعة يهددان حياة المدنيين ، بينما إسرائيل تتبع سياسات تهدف إلى تقويض قدرة الفلسطينيين على الصمود في البقاء بالقطاع ، وفي حين يتكدس الفلسطينيون للحصول على بقايا البقايا من المواد الأساسية من الغذاء الغير متوفرة ، علماً أن الدول التي لطالما تغنت بالقيم والمبادئ وحقوق الإنسان تقف صامتة أو متورطة أو عاجزة عن فعل شيء لأبناء شعب فلسطين .
وتعتبر إسرائيل متورطة بشكل مباشر في تأجيج الفوضى داخل القطاع من خلال دعم سياسات تهدف إلى الحد من تأثير حماس على المساعدات الإنسانية ، كما تري إسرائيل في هذه الفوضى أداة للضغط على السكان الفلسطينيين لدفعهم إلى مغادرة مناطق معينة من القطاع ، مثل شمال غزة لتفريغها من السكان ، مما يعزز سيطرة إسرائيلية أكبر على المنطقة وتنفيذ مخططاتهم الاستعمارية التوسعية ، والعمل على تحقيق الهدف الأعظم من استخدام سلاح التجويع وهو الضغط على أبناء شعب غزة علي تهجيرهم إلي دول الجوار .
والسؤال هنا.. هل يبقي العالم مكتوف الأيدي أمام السياسات الغير إنسانية وجرائم وفضائح جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه أبناء شعب فلسطين الصامدين من إبادة وتجويع ورغبة في تهجيرهم إلي دول الجوار ، أم أن الضغط الدولي يمكن أن يساهم في إنهاء هذه المأساة الإنسانية والرغبة التوسعية وايضا انهاء حلم التهجير؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.