د. محمد السيد سالم يكتب | الوسامة العقلية حجر أساس التنسيقية

0

استوقفني مصطلح الوسامة العقلية كثيرا، واستحوذ على انتباهي لأنه من المألوف لدينا أن ترتبط كلمة الوسامة عادةً بجمال الشخص الخارجي أي شخص جميل، ويمتلك ملامح جذابة، ولكن حينما ترتبط الوسامة بالعقل، هنا نفكر ونتمعن في هذا المفهوم وما يحويه من قدر من الأناقة المذهلة، إنها أناقة من نوع آخر تأسر النفوس بسموها ورقيها.
فأصحاب الوسامة العقلية دائمًا ما يحظون بكثير من الإعجاب والانجذاب من قبل الآخرين، وهم ذو حضور طاغ وفكر راق، يملكون ثقة عالية ومبادئ سامية وأطروحاتهم متميزة، شخصيات ذو كاريزما استثنائية هادئة الطباع، عميقة الفكر، منطقية التفكير متجددة دومًا وأبدًا .
كما نؤمن إيمانا راسخا داخل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بأن لفت الأنظار شيء سهل، ولكن لفت العقول أمر صعب، حيث نتبنى الوسامة العقلية كمعيار داخل التنسيقية لاختيار أفضل العناصر السياسية المصرية من الشباب، وليس مظهر الشخص أو الانتماء الأيديولوجي فقط، بل طريقة التفكير، وعمق الحديث، وكيف يرى الأحداث والعالم من زاوية لا يراها الجميع.
والوسامة العقلية، هي ما تجعل عضو التنسيقية يترك أثرا لا ينسى، ليس فقط لأنه إنسان ذكي أو مثقف، بل لأنه قادر على أن يلمس قلوب الناس من خلال عقله وأسلوب تفكيره، ولأن حديثه مليء بالمعاني التي تجعلك تتوقف وتفكر أنها جمال لا يتلاشى مع الوقت، بل يزداد إشراقا كلما نضج الفكر، واتسعت التجارب.
وعندما نرى الأغلبية تميل أحيانا إلى تقدير الجمال السطحي، تظل الوسامة العقلية هي ذلك النوع من الجمال الذي يستحق أن نبحث عنه، وأن نسعى لنكون جزءًا منه، ويكون جزاء منا، لأنه ببساطة جمال يبقى وأثر يدوم وهدية نادرة لا يمتلكها إلا القليل، لأنها ليست مجرد صفة، بل فلسفة حياة تسعى لأن تترك في كل لقاء شيئًا لا ينسى.
كما أؤمن بأن السياسة، هي جزء من المنظومة الأخلاقية، فهي مجموعة وسائل لقيادة الجماعات البشرية، وتدبير شئونها ومصالحها، أما الأخلاق، فهي مجموعة القيم والمثل التي تحكم السلوك البشري لخيرهم وصلاحهم، وفق هذين التعريفين السابقين، نلاحظ وبنظرة عميقة أن الأخلاق هي الفضاء الأوسع، والسياسة هي جزء منه، فلا يمكن أن نتصور سياسيا ملتزما بالمثل الأخلاقية، وفي الوقت نفسه يكون جائرا في سلوكه السياسي، ولا يمكن أن نتصور سياسيا متمردا على القيم الأخلاقية، ويسلك سلوكا سياسيا مستقيما.
ما أحاول التأكيد عليه أن السياسة والعمل السياسي هما جزء من الأخلاق والمنظومة القيمية للفرد والمجتمع، فالسياسي الذي يؤمن ويعمل لأجل بناء دولته وتطويرها، هو المتمسك الفعلي بقيمه الأخلاقية، والمتمتع بالوسامة العقلية والأناقة الفكرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.