د. محمد بغدادي يكتب | الرئيس السيسي يدخل التاريخ

0

في ظل تعنت دولة الاحتلال الاسرائيلي، واصرارها على تصفية القضية الفلسطينية بطريقة عسكرية، لا تغني ولا تسمن من جوع لشعب ذنبه الوحيد، أنه عربي فلسطيني ولأطفال ذنبهم الوحيد أنهم أيتام دون أم وأب وعالم لا يعرف معنى الإنسانية وطعم الإنسانية، وباتت الإنسانية والآدمية، كلمتين تكتبان في جلسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية والمنصات الدولية.
وفي ظل تصريحات أمريكية، تقضي على الأخضر واليابس، وسط تكهنات بسوء إدارة ترامب الثانية، وكأن الرئيس الأمريكي نصب نفسه الحاكم بأمره والمفوض لإدارة شئون الكون، وتناسى أن الأمر كله بيد الله، وليس بيد تل ابيب.
وظلت مصر هي الحاضنة للقضية الفلسطينية، وباتت مصر هي الملاذ الآمن للفلسطينيين، وما زالت مصر المأوى الحقيقي للعرب، وبيت الأخ الأكبر المفتوح للجميع .
وظل الرئيس السيسي، هو العبقري الصامت الذي فهم قواعد اللعبة، لكنه لن يبوح بما يدور في رأسه، ولا يعرف، أو يتكهن أحد بما يدور في عقله وخاطره، والتفت الجميع، وهرب الجميع، وفكر الجميع، وناقش الجميع، وكتب الجميع، وقرأ الجميع، فلا صوت يعلو فوق صوت مصر، ولا يستطيع أحد أن يقلل من الدور المصري نهائيا، فما حرب ١٩٤٨ إلا لفلسطين وانقسامها، وهي أول معركة عربية ضد تل أبيب وغطرستها.
ودخل القائد المغوار السيسي الموسوعات العالمية كأكبر حصن للعرب وأفريقيا، وعلم العالم مدى قوة القاهرة في الأزمة الأخيرة، وسيطرتها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في دور أساسي إقليمي ودولي، استطاعت بفضله مصر، أن تعيد الحسابات وصياغة الموقف، كما هي تريد، وترى وبأيادي الأعداء أنفسهم، فليس كل ما يتمناه ترامب يدركه، وليس كل ما يحلم به نتنياهو يتحقق، وليس كل ما يدور في فلك الغرب قابل للتنفيذ، وإن كان الصمت سلاحا منذ عقود، ففي لحظات يلتف العرب مع مصر، وما حرب رمضان ببعيدة.
يا ساده هنيئا لنا ولمصرنا ولقائدنا، الذي خصته كبرى المجلات الدولية بعناوين شهدت له بالقوة، والعقلية، والتدبر، والفكر، والإدارة، واللعب بالسياسة بما يخدم مصالح مصر والعرب وأفريقيا.
نفول لتل أبيب الآية العظيمة “يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”. صدق الله العظيم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.