د/ محمد حمدى يكتب | الرياضة القوى الناعمة 

0

منذ حصول قطر على شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم فى ٢٠٢٠، ومصر كأس العالم لكرة القدم للشباب تحت ٢٠ عام ٢٠٠٩. واستضافة مصر لكأس العالم للأندية لكرة اليد ٢٠٢٤، ثم حصول المغرب على تنظيم كأس العالم ٢٠٣٠، والسعودية ٢٠٣٤ ، وبدء تغير كامل فى شكل الرياضة فى أغلب الدول العربية، واهتمامها بشكل كبير بالرياضة والرياضيين، خاصة بعد تغيير العديد من أنظمة المنافسات، كما سيحدث فى كأس العالم للأندية ٢٠٢٥، وكأس العالم فى السعودية بالشكل وعدد الفرق، وذلك لزيادة الرعاة والاستثمارات والأرباح الطائلة، التى يجنيها هذا القطاع الكبير، فلقد أصبحت صناعة الرياضة، اقتصادا كبيرا، يدر مليارات الجنيهات، وهذا واضح فى المباريات الأخيرة لكأس العالم المقام بقطر، والذى ينافس فيه النادى الأهلى، ممثلا عن القارة الأفريقية ومصر والعرب، وتغيير أنظمة المنافسات، لجذب المزيد من المكاسب.
وقد احتلت الرياضة اهتماما كبيرا من جميع دول العالم، فهى من القوى الناعمة، التى أصبح لها تأثير كبير بين جموع الناس، فلقد أصبح الاستثمار والتسويق الرياضى، من أهم اقتصاديات الدول، التى تعتمد عليها دول كبرى، وتحتل مراكز أولى فى دخل بعض الدول، كذلك استضافة البطولات الكبرى والعالمية، والتى تتجه دول العالم، لاستضافة تلك الأحداث الكبرى، ماهو إلا مدلول على أن صناعة الرياضة، أصبحت من أولويات الدول، لجذب أنظار العالم لها، فهى القوى الناعمة التى يعتمد عليها الكثير.
الأحداث الرياضية الكبرى الأخيرة، التى تمت فى العديد من الدول كالبطولات العالمية، وكأس العالم لكرة القدم وغيرها، والتى حظت بعض الدول العربية فى استضافتها، جعلها حديثا للعالم، فهى من أكبر أنواع الترويج والتسويق، الذى تسعى إليه الدول، بجانب أنه يزيد من الاستثمار والاقتصاد، وتشغيل كبير لأغلب قطاعات الدولة سياحيا وسياسيا، فالعالم ينظر إلى الرياضة، وكرة القدم على أنها من أهم أولويات جذب الجمهور، وهذا واضح بصورة كبيرة فى الدوريات الرياضية الكبرى لكرة القدم، والأحداث العالمية. أدى تصاعد التنظيم والاحترافية والعالمية في الممارسات الرياضية إلى اعتماد عدد كبير من دول العالم على الرياضة ضمن أدوات تفعيل القوى الناعمة للدولة، وبناء صور ذهنية إيجابية عنها، لتعزيز أرصدة القوى غير المادية، والترويج للنموذج الجاذب، الذي تسعى لتسويقه، واستعراض مركزية مكانة الدولة على المستوى العالمي.
ولذا، تصاعدت اتجاهات تنظيم الرياضة، والتداخل بين الإنجازات الرياضية للدولة، ومستوى الرضى الجماهيري، والمكانة العالمية للدولة. وتعددت صيغ الإنجاز الرياضي، التي لم تعد تقتصر على حصد البطولات الدولية، أو تقدم التصنيف العالمي في الممارسات الرياضية المختلفة، وإنما باتت تشمل اقتناء الأندية الرياضية العالمية، والاستحواذ على الامتياز الإعلاني لها، والحصول على حقوق الرعاية الحصرية للبطولات الكبرى، واستضافة الفعاليات الرياضية الأكثر جذبًا للجماهير، ما جعل الرياضة، هى الملاذ الأكبر لمستثمرى القطاعات فى الاستثمار الرياضى، كذلك بناء قاعدة جماهيرية كبرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.