د. محمد عبد الخالق غنيم يكتب | المشروع الوطني للقراءة
أطلقت مصر في مارس “٢٠٢٠ “المشروع الوطني للقراءة وذلك بهدف تنمية الوعي لدى الأطفال والشباب بأهمية القراءة، وتوليد القدرة على الابتكار، مع دعم للقيم الوطنية والإنسانية، وذلك ضمن رؤية مصر 2030، ذلك المشروع الوطني يستهدف فئات طلاب المدارس والمعاهد الأزهريه والجامعات بجانب المعلمين والمؤسسات التربويه والمجتمعية، وبجوائز تصل إلى 20 مليون جنيه وذلك لتحفيز الجميع على المشاركة الفعالة، فالقراءة تعد وقود الثقافة والتي تضمن لمصر أمنها القومي الثقافي والفكري.
إن إطلاق تلك المبادرة الوطنية تعد بادرة أمل نحو إعداد جيل جديد يهتم بالقراءة ويسعي للاطلاع بهدف التعليم والتعلم لرفع المستوى العلمي والثقافي من ثم إدراك المعرفة، فالقراءة والثقافة تعد القول الفصل في مارثون سباق الحضارات القائم بين الدول ومدخلًا أساسيا لعلوم المعرفة، خاصة وأننا نعيش اليوم عصر تكنولوجيا المعلومات، بجانب ذلك نري خطة طموحة من مبادرة حياة كريمة بالتعاون مع وزارة الثقافة لإنشاء مكتبات للقراءة بكل القرى التي تستهدفها المبادرة بالجمهورية، وبالفعل تم إفتتاح أولى تلك المكتبات كانت بقرية “المراشدة” بمحافظة قنا كخطوه أوليه لإنشاء أكثر من 800 مكتبه بكل أنحاء البلاد تستهدفها المبادرة، فالاهتمام بالقراءة يُعد أحد أهم مؤشرات التقدم ومواكبة العصر وتحدياته، خاصة مع تراجع القراءة في السنوات الماضية ووجود وسائل التواصل الاجتماعي الأمر الذي أدي لقطيعة القراءة، مع وجود فجوة بين اللغه الأم التي درسناها والألفاظ الدارجة التي انتشرت وسط معظم طوائف الشعب، إن عملية إطلاق تنوير واسعة وخلق مجتمع المعرفة لإنتاج قادة فكر مستنير قادر علي إثراء الحياة الثقافية والعلمية بالبلاد عن طريق القراءة والتثقيف ومن ثم وجود جيل متعلم وقارئ ومثقف.
الدول الأن لا تُقاس بعدد سكانها ومساحتها ومواردها، بل بعدد أفرادها المتعلمين والأكفاء والمثقفين، فهؤلاء دائمًا من يصنعون الفارق ويقودون الوطن نحو القمة، خطوه نراها علي الطريق الصحيح نحو بناء مصر الكبرى، فلا سبيل لنا للمستقبل دون جيل مثقف وواع، قادر علي الابتكار وإيجاد حلول لكل العقبات التي تواجهنا، يأتي ذلك بجانب إطلاق عملية تنوير واسعة ونشر للمعرفة بين كل طوائف الشعب مع العمل علي تحويل القراءة من مجرد نشاط طلابي إلي سلوك وعادة وقيمة من القيم من خلال دعم القراءة والمعرفة والتعلم مع تطبيق ذلك علي أرض الواقع.
بالتوفيق إن شاء الله يا دكتور
بالتوفيق معالي الدكتور