د. محمد عمارة يكتب | الحوار الوطني … تاريخ من نور

0

في مقالة سابقة بعنوان لماذا الحوار الوطني قمت بإستعراض فلسفة الحوار الوطني وأسباب اختيار الأكاديمية الوطنية للتدريب واختيار المنسق العام للحوار الوطني والأمانة الفنية ومجلس الأمناء وصولا إلى مقررين اللجان التسعة عشر تلك اللجان المنبثقة للمحاور الرئيسية الثلاث للحوار الوطني .
ومع انطلاق الحوار الوطني بعد اكتمال الهيكل التنظيمي له وبطريقة إدارية عبقرية انطلقت جلسات نقاشية للحوار الوطني لاهم القضايا والتحديات التي تواجه الدولة المصرية وبدأت تلك الجلسات وبدأنا نستمع وننصت وازداد اليقين بعبقرية وأهمية الحوار الوطني لإيجاد القواسم المشتركة وخلق مساحات مشتركة بين الاراء والأفكار المختلفة وان الدولة المصرية تشارك الجميع وأثناء حضوري لجلسات الحوار الوطني تفاجأت بمحورين من الأطروحات فهناك أطروحات عبقرية برؤى وحلول خارج الصندوق للعديد من التحديات والمشاكل والتي أثق بأنها ستأخذ مسارا تنفيذيا وتشريعيا وعلى الجانب الاخر من المفاجأت هو مشاركات خاوية من البعض الذي أعتمد على التنظير على الدولة المصرية وعندما اتيحت له الفرصة لم يستطع تقديم حلول بأهداف ذكية قابلة للتطبيق على أرض الواقع لكن اتخذ هؤلاء الفكر التنظيري الحنجوري البعيد كل البعد عن تحديات الدولة الناتجة عن أزمات طارئة عالمية وإقليمية على كافة الاصعدة وبعيدة أيضا عن أمال هذا الشعب المصري العظيم وبينما أستمع فإنه يراودني استفسارات داخلية تقول أين حنجورية الأداء مع وجاهة الاطروحات التي استمعت إليها والتي أصف بعضها بأنها خاوية لاتسمن ولا تغني من جوع عند جموع الشعب المصري العظيم بينما أستمع بل وأنصت إلى أطروحات أخرى يتصف مقديميها بأنهم رجال أفعال لا أقوال .
ومن منظور مواطن مجردا من أية مناصب أطمئن على هذا الوطن فلولا هذا الحوار الهام ما كنا لنستمع لذلك أو ذاك وأن تكون عندي القدرة على المفاضلة ما بين كل من مقدمي الحلول والباحثين عن مآرب أخرى وان الحوار الوطني سيفرز بنتائج وتوصيات هامة وأقولها وبصدق بأن تلك التوصيات ستكون نواة لحلول غير تقليدية لتحديات ومشاكل بعضها موروث وبعضها مستحدث ،وأما الحنجورية والتنظيرية الغير هادفة الخاوية فالشعب هو الحاكم عليها وذاكرة التاريخ لاتنسى لذلك عزيزي القارئ سيدون الحوار الوطني في تاريخ الأمة المصرية بحروف من نور .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.