د.مصطفى الحداد يكتب | زواج الأطفال في الصعيد

0

ظاهرة اجتماعية متوغلة في احشاء المجتمع الريفي البسيط كانت وستظل قضية زواج الأطفال في قرى صعيد مصر واحدة من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع، رغم الجهود المبذولة للقضاء عليها.
ففي ظل العادات والتقاليد الموروثة،
وأسباب اقتصادية واجتماعية معقدة، تستمر هذه الظاهرة في الانتشار، مما يسلب من آلاف الأطفال طفولتهم وحقهم في التعليم والمستقبل والحياه الكريمة.
تظهر أسباب انتشار تلك الظاهرة في عدة أسباب منها العادات والتقاليد المتوارثة جيلا بعد جيل حيث تلعب دورًا كبيرًا في ترسيخها، حيث ترى بعض العائلات أن الزواج المبكر للفتيات هو وسيلة للحفاظ على الشرف العائلي ، وتجنب العيب الذي قد يلحق بالأسرة في حال تأخر زواج الفتاة. وزواج الذكور في سن مبكر هو ما قد يجعله يتحمل للمسؤولية . كما قد تلجأ بعض الأسر إلى تزويج بناتهن في سن مبكرة للتخلص من عبء نفقتها، أو لتحقيق مكاسب مادية من خلال المهر ولك بسبب الحالة الاقتصادية للأسرة ويأتي أخيرا اهم سبب لانتشار تلك الظاهرة وهو انتشار الجهل وقلة الوعى في بعض الاسر في المناطق الريفية بالأثار السلبية لزواج الأطفال من تأثير على الحالة الصحية والنفسية للأطفال .
ووفقاً لما أعلن عنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في آخر مسح ديموغرافي صحي في مصر، فإن 117 ألف طفل في الفئة العمرية من 10 إلى 17 عاما متزوجون أو سبق لهم الزواج، وأن محافظات الصعيد (جنوبي البلاد) هي الأعلى من حيث معدلات الزواج والطلاق، بينما سجلت محافظات مصر الحدودية “البحر الأحمر وسيناء ومرسى مطروح وأسوان” أقل نسبة في زواج الأطفال.

و يترتب على الزواج المبكر للأطفال آثار سلبية كثيرة يصعب علاجها ومنها حرمان الاطفال من إكمال نموهم البدني والعقلي، مما يؤثر على صحتهم وقدراتهم الإنجابية. كما يدفع الزواج المبكر بالفتاة إلى ترك المدرسة، مما يحرمها من الحصول على التعليم الذي هو أساس تقدمها في الحياة. ويتعرض الأطفال المتزوجين في سن مبكرة للعنف الأسري، سواء كان نفسيًا أو جسديًا، بسبب عدم نضجهم وقدرتهم على التعامل مع مسؤوليات الزواج. وأخيرا يتعرض الاطفال المتزوجين في سن مبكر لمخاطر صحية عديدة .

وأخيرا نوضح الجهود الواجب اتباعها لمكافحة تلك الظاهرة .
تفعيل الحملات التوعوية حيث تعمل العديد من المنظمات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني على تنفيذ حملات توعية واسعة النطاق للتوعية بأضرار زواج الأطفال، وتشجيع الأسر على تأخير زواج بناتهن .
. تمكين المرأة: حيث يجب العمل على تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا، من خلال توفير فرص العمل والتعليم، لزيادة وعيها بحقوقها ولتقليل اعتمادها على الزواج كمصدر للدخل.
نشر الوعى : لابد من نشر الوعى بين جميع الأطراف المشاركة في مثل تلك الظواهر ( الاهل , المأذون او المحامي ) يجب نشر الوعى بينهم بمدى خطورة المشاركة في مثل تلك الجريمة الممتدة . تغليظ العقوبات على المشاركين تلك الظاهرة .

وختاما ندعو جميع الأطراف المعنية ( المسجد , الكنيسة , المجتمع المدني ) إلى العمل الجاد للقضاء على ظاهرة زواج الأطفال، حفاظًا على حقوق الأطفال ، وبناء مجتمع أكثر عدالة ومساواة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.