د.ناصر الجيزاوي يكتب | عيد الشرطة.. ذكرى البطولة تتوارثها الأجيال

0

في يناير من كل عام، يتجدد احتفال الشعب المصري بعيد الشرطة، الذي يحمل هذا العام دلالة خاصة، حيث تأتي ذكراه الثالثة والسبعين، ليذكرنا الرقم بعام الانتصارات في أكتوبر حينما عبرت مصر من الهزيمة إلى النصر، وكأنها تذكرة إضافية بقدرة الشعب المصري على تحدي المستحيل، وتحقيق الانتصارات.

عيد الشرطة، الذي يخلد ذكري موقعة الإسماعيلية 1952، التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين من رجال الشرطة على يد الاحتلال الإنجليزي بعدما رفضوا تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال، يمثل العيد فرصة للتأمل في بطولات الشرطة المصرية، وصمود الشعب المصري أمام آلة الاحتلال الإنجليزي، حتى تحرير كامل التراب الوطني منه.
إن الاحتفال بعيد الشرطة، ليس مجرد مناسبة لتذكر الأبطال الذين قدموا حياتهم في سبيل الوطن، بل هو فرصة للتأمل في قيمة هذا اليوم، الذي يعكس أسمى معاني التضحية والولاء، لذلك فإن الاحتفال بهذه الذكرى ينقل رسالة تاريخية حية إلى الأجيال الجديدة، خاصة طلاب الجامعات الذين يُعدون ركيزة المستقبل وصناع الغد.
ولأننا نعيش في عالم يتصف بتسارع الأحداث، وتنوع مصادر المعلومات، يصبح التذكير بالأحداث التاريخية والتوعية بالقضايا الوطنية أمرًا بالغ الأهمية للشباب الذين يُعدون القوة الدافعة للمستقبل، ومن سيحملون راية التقدم والبناء في السنوات القادمة.
لذا، فإن التوعية باللحظات التاريخية والقضايا الوطنية المختلفة، تعد أمرًا حيويًا لضمان فهمهم العميق لأهمية الانتماء والواجب الوطني، وكذلك لتعزيز ارتباطهم بالقيم الوطنية، التي تمثل الأساس الذي يبني عليه المجتمع.
تأتي أهمية التذكير بهذه الأحداث في غرس الانتماء للوطن في نفوس شبابنا الذين يعبرون فترة عمرية مهمة، تساهم في تكوين هويتهم، وتساعدهم في تحديد مواقفهم ورؤاهم المستقبلية تجاه مختلف القضايا.
إن فهم الشباب لما مر به الوطن من تحديات تاريخية كبيرة، وما قدمه الشعب المصري بجميع أطيافه من تضحيات في مراحل مختلفة من تاريخه، يعزز من شعورهم بالفخر، ويحفزهم على المساهمة في الحفاظ على المكتسبات الوطنية، وامتلاك الوعي الكافي للحفاظ على استقرار الوطن وإزدهاره.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.