د. نانيس حامد تكتب | مصر قوية بشعبها

0

في خضم التحديات، التي تواجهها الدول، تبقى الجبهة الداخلية هي الحصن الحصين، الذي يحمي استقرار الأوطان. والتاريخ شاهد على أن قوة أي دولة لا تُقاس فقط بقدراتها العسكرية، أو الاقتصادية، بل أيضا بمدى تماسك شعبها ووحدته في مواجهة الأزمات. وفي الحالة المصرية، فإن وحدة الصف ليست مجرد ضرورة محلية، بل هي صمام أمان، يحفظ استقرار المنطقة بأكملها، خاصة مع التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، ويعتبر التماسك الداخلي، السلاح الأقوى في وجه التحديات، حيث تواجه مصر، بموقعها الاستراتيجي وثقلها الإقليمي، العديد من التحديات، سواء من الداخل أو الخارج. ولا شك أن وعي الشعب المصري، وإدراكه لحجم هذه التحديات، هو العامل الحاسم في إفشال أي محاولات لضرب استقرار الدولة، أو تفكيك نسيجها الاجتماعي، فلا مجال للانقسام أو بث الفرقة، خاصة في ظل سعي أطراف متعددة لاستغلال الأزمات، لنشر الفوضى وزعزعة الأمن القومي.
لقد أدرك المصريون عبر تاريخهم، أن صمود الدولة يبدأ من الداخل، وأن معاركها ليست فقط على الجبهات العسكرية، بل تمتد إلى حروب الوعي ومواجهة الشائعات ومحاولات تشويه الحقائق. ومن هنا، فإن تعزيز روح التضامن والتكاتف بين أبناء الوطن، والتصدي للمحاولات التي تهدف إلى إضعاف الثقة بين الشعب ومؤسساته، بات واجبا وطنيا لا يحتمل التراخي.
ومن هنا أصبح الدور المصري في القضية الفلسطينية، موقفا ثابتا ودعما شعبيا لا يتزعزع،
حيث لم تكن مصر يوما بمعزل عن قضايا أمتها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ومع أزمة التهجير التي يواجهها الفلسطينيون، برزت مجددا قوة الموقف المصري الرسمي والشعبي الرافض لأي محاولات لفرض واقع جديد على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. لقد أظهر المصريون تضامنا واضحا، ليس بالكلمات فقط، بل بالمواقف الفعلية، التي تعكس عمق الروابط التاريخية والجغرافية بين الشعبين.
وإن رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ليس مجرد موقف سياسي، بل هو تعبير عن وعي وطني وشعبي بخطورة هذه الخطوة على الأمن القومي العربي ككل. وهنا، يظهر مجددا دور الجبهة الداخلية الموحدة، التي تدرك أن أمن مصر لا ينفصل عن أمن المنطقة، وأن أي محاولة لفرض حلول غير عادلة، لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
ختاما.. مصر قوية بشعبها
إن الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، ليس مجرد شعار، بل ضرورة حتمية تفرضها طبيعة المرحلة، فكل مواطن مسئول عن حماية هذا الكيان، سواء بالكلمة، أو الفعل، أو بالتصدي لمحاولات بث الفتنة وزعزعة الاستقرار، فمصر، التي واجهت حروباً وأزمات لا حصر لها، لم ولن تسقط، طالما بقي شعبها يدا واحدة، مدركا أن وحدته هي درعه الأقوى، وسلاحه الأهم في مواجهة التحديات، سواء داخل حدوده أو في محيطه العربي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.