د. نهله سعيد تكتب | معركة الوعي وحروب الجيل الرابع

0

يعتبر الوعب قضية أمن قومي لأنها تجعل العقل في حالة من الإدراك السليم للمعارف والأفكار والقيم التي تساعد في فهم واستيعاب النفس والعالم المحيط، بما يساعد الفرد بأن يمتلك بنية معرفية صحيحة تمكنه من أن يدير حوارًا بنٌاءً مع الآخر، وتسهم في تبادل الخبرات والفكر والرؤى حول مجالات الاهتمام المشترك مع الآخر؛ ليستطيع أن يوظف ذلك في عمليات البناء والتنمية ويواجه المشكلات والتحديات بفكر مبتكر ومن أهم القضايا التي يجب على المواطن أن يعيها في الوقت الحالي هي حروب الجيل الرابع.

تعتبر حروب الجيل الرابع تطورًا مهمًا في فهم الصراعات الحديثة حيث تتسم هذه الأنواع من الحروب بأنها لا تقتصر على المواجهات التقليدية بين الدول واستخدام الأسلحة التقليدية المتعارف عليها، بل تشمل أيضا الفاعلين غير الدوليين مثل الجماعات الإرهابية والمنظمات شبه العسكرية. كما تتميز حروب الجيل الرابع بتكتيكات غير تقليدية تستخدم التكنولوجيا الحديثة، وشبكات التواصل الاجتماعية لتحقيق أهدافها. كما امتدت هذه الأنواع لتشمل مفهوم حروب الجيل الرابع كالصراعات التي تعتمد على تقنيات متقدمة وأدوات غير تقليدية لتحقيق أهداف سياسية أو عسكرية.

تتضمن حروب الجيل الرابع استخدام الإرهاب، والحرب النفسية، والتلاعب بالإعلام، والشبكات الاجتماعية. تتميز هذه الحروب بعدم وضوح الخطوط الفاصلة بين المقاتلين والمدنيين، وبين الحرب والسياسة. وتعتمد تكتيكات حروب الجيل الرابع على مواجهة البلاد المستقرة واقتحامها بمجموعة من الأكاذيب كادعاء دول كبرى امتلاك دول أخرى مثل العراق أسلحة نووية وهي منها براء؛ وذلك للسيطرة على مقدراتها الحيوية والسيطرة على مفاتيح الشرق الأوسط وقد نجحت الكذبة نجاحا باهرا وكان اختبارًا حقيقيا، ونقطة فاصلة لانتصار حروب الجيل الرابع.

تُعتبر المواجهات بين إسرائيل وحماس مثالا واضحا على حروب الجيل الرابع، حيث تستخدم إسرائيل ورقة حماس للضغط على الدول العربية ومشاعر الناس لمزيد من المكاسب في هز وزعزعة نفوس الشعوب تجاه دولهم بالضغط من أجل القضية الفلسطينية. كما تُعَدُّ الهجمات السيبرانية جزءًا لا يتجزأ من حروب الجيل الرابع، حيث تستخدم الدول والجماعات المسلحة الإنترنت لتعطيل البنى التحتية الحيوية، وسرقة المعلومات الحساسة، والتأثير على الرأي العام نحو قضايا هامة. تعد الهجمات السيبرانية للدول الكبرى بعضها على بعض في الانتخابات الرئاسية وغيرها واحدة من حروب هذا الجيل.

كما أدت حروب الجيل الرابع إلى تغيير مفهوم الأمن القومي والدولي، حيث أصبحت التهديدات غير التقليدية جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الدفاع والأمن. وتتطلب مواجهة هذه الحروب تبنى تقنيات جديدة وتطوير استراتيجيات مرنة، تتعامل مع التهديدات المتغيرة بسرعة كبيرة. تتضمن هذه الاستراتيجيات تحسين القدرات الاستخباراتية، وتعزيز التعاون الدولي، وتطوير تقنيات دفاع سيبرانية وتثقيف الشعوب وتوعيتها خاصة توعية الشباب والمواطنين بما يحاك التقليدية بين الجيوش ويتطلب التعامل مع هذه الحروب فهما عميقا للتكنولوجيا الحديثة والتكتيكات غير، وكذلك يتطلب التثقيف بالأمن السيبراني خاصة للشباب لأنهم عماد الأمة ومستهدفون فكريًا بشكل كبير بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الجديدة في مجال الأمن العالمي. وخلق جيل مدرب من الشباب لتوعية هذه الفئات كل على قدر تعليمه وثقافته، ويعد هذا مشروعًا قوميًا يتطلب تكاتف جميع الجهات المعنية وبالفعل تم البدء في تبنى فكرة التوعية بالأمن السيبراني من قبل بعض المؤسسات بالدولة ولكن مازلنا نحتاج للمزيد من الوعي بشأن هذا النوع الحديث من الحروب للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا العظيمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.