د.نورا طارق تكتب | مصر بين الصليبيين والتتار

0

‌حين قال هيرودوت أن التاريخ يعيد نفسه نقده كثير من المؤرخين فيما بعد مصرحين بأن التاريخ لا يعيد نفسه وأن الأحداث لا تتكرر
‌، لكن هنا أردد وبكل قوة وباعلى صوتى حقا هيرودوت : التاريخ يعيد نفسه ، ليس فقط فى تكرار الأحداث بل بنفس الادوات
‌والاستراتيجيات المنفذة ، فإذا ما رجعنا للقرن الثالث عشر الميلادى خاصة نهاية حكم الدولة الأيوبية فى مصر ونشأة الدولة المملوكية
نجد أن مصر كانت بين كفى الرحى ، الخطر التترى فى دمشق ببلاد الشام والصليبيين الموجودين على ساحل بلاد الشام ” عكا وصيدا
‌وطرابلس ، ” ايضا ، فيما نسميه الحدود الاكثر تهديدا لأمن مصر على مدار التاريخ ،‌
‌فى مشهد مذرى للعالم العربى والاسلامى حالة من التفكك والانهيار المجتمعى بسبب الغزو التترى الذى سلب واحرق ومن استطاع
‌الهرب جاء إلى مصر ليجد الأمن والأمان والطعام ويروا ما رأوه من الموت المحقق لولا عناية الله ، بالإضافة إلى الجواسيس المرسلين
‌من قبل التتار والذين تسللوا عبر الحدود إلى مصر لنشر الشائعات حول مدى قوة التتار وما يحدثوه بالبلاد التى يدخلوها لنشر الرعب
‌والخوف بين المصريين ، واحتتم الأمر بإرسال التتار رسلهم الى سيف الدين قطز من باب الترهيب بضرورة قبول الأمر الواقع وتسليم
‌مصر أو الغزو والقتل والموت المحقق ، لكن قطز وعقلاء مصر لم يلتفتوا لكل هذا وقرروا العمل بهدوء وبنظام للتجهيز للمعركة
‌الحاسمة والمحتومة علينا كمصريين الا وهى معركة عين جالوت
‌فما أشبه الليلة بالبارحة !!!!!!!!
‌ضغوطات على مصر وتهديدات من كافة الحدود ورسل تأتى وتعود برفض طلبهم وشائعات تنتشر فى كل مكان وهجمات صليبية من
‌كل أنحاء اوروبا تحت اسم ( قافلة الصمود لإنقاذ غزة) لنجد مصر تتعامل بكل حرفية وهدوء وتنهى هذه الحملة الصليبية ولا يبقى الا
‌الخطر التترى الوحشى فى عالم يعيش إنسانية هشة يروا أطفال غزة يموتوا جوعا وقتلا وضربا والعالم كله اخرس لا يملك سوى التنديد
على الرغم من كل‌‌٢٠٢٥‌‌يوليو ‌٢٤‌‌لكن مصر كعادتها لا تنتظر تحرك العالم بل هى التى تحرك العالم ، وتقوم بإدخال المساعدات فجر
‌ما تلاقيه وتجده من تهديدات داخلية وخارجية ، إلا أنها لا تنسى ولم تنسى دورها كام واخت كبرى للمسلمين والعرب
‌فإلى متى تظل مصر هى الناصر والسند بعد المولى ، اين الإنسانية العالمية ؟؟ اين قوانين حقوق الإنسان ؟؟ ام انها تخرج للعلن عندما
‌تريد اصابع الصهيونية فقط
‌وفى الختام أردد : مصر لن تندثر ابدا تحت الرمال‌
‌ام الدنيا وستظل ام الدنيا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.