د. هانى فؤاد بدير يكتب | اتفاقية كامبل .. تقسيم الوطن العربي

0

في بداية القرن العشرين، كانت مناطق الشرق الأوسط تشهد تأثيرًا قويًا من الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية، وترتبط هذه الفترة بالعديد من الاتفاقيات والمعاهدات التي شكلت مسار تقسيم الوطن العربي. ومن بين هذه الاتفاقيات، تبرز اتفاقية كامبل 1907 كواحدة من الأحداث البارزة التي أثرت على المشهد السياسي في المنطقة.
الخلفية: في عام 1907، تم توقيع اتفاقية سرية بين بريطانيا وفرنسا تحمل اسم رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت، هنري كامبل بانتشوت. هذه الاتفاقية تهدف إلى تقسيم المناطق التي تأثرت فيها كل من بريطانيا وفرنسا في الشرق الأوسط. كما تمت الموافقة على هذا التقسيم بموافقة روسيا، مما أدى إلى ترسيخ النفوذ الثلاثي.
نقاط الاتفاقية: تقسيم المناطق: واحدة من أهم نقاط الاتفاقية هي تقسيم المناطق التي ستتأثر فيها بريطانيا وفرنسا. وقد حصلت فرنسا على النفوذ في لبنان وسوريا، بينما حصلت بريطانيا على النفوذ في مصر والعراق. هذا القسم أسهم في تحديد مناطق النفوذ الاستعماري لكل دولة.
الدعم المشترك للمصالح: الهدف الرئيسي للاتفاقية كان تعزيز مصالح بريطانيا وفرنسا في المنطقة، وضمان استقرارهما وتعزيز نفوذهما. تعاونت الدولتان لضمان استقرار المنطقة ومصالحهما الاقتصادية والسياسية.
تأثيرات اتفاقية كامبل 1907: تركت اتفاقية كامبل 1907 آثارًا كبيرة على المنطقة، منها:
التقسيم الاستعماري: أسهمت الاتفاقية في تقسيم المنطقة العربية إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية. هذا التقسيم ساهم في تثبيت الهياكل الاستعمارية في تلك البلدان.
التأثير على الحدود: حددت الاتفاقية الحدود السياسية للدول في المنطقة وأثرت على تشكيل حدود الدول الحديثة في الشرق الأوسط.
التأثير على الوحدة العربية: أثرت الاتفاقية سلبًا على جهود تحقيق الوحدة العربية وزعزعت العلاقات بين الدول العربية.
التأثير على القضية الفلسطينية: ساهمت الاتفاقية في تشكيل مستقبل فلسطين وتقسيمها بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
ختامًا: اتفاقية كامبل 1907 كانت واحدة من الأحداث التي شكلت المشهد السياسي والجغرافي في الشرق الأوسط. تأثرت مناطق النفوذ البريطاني والفرنسي بهذه الاتفاقية، وأثرت في تقسيم الوطن العربي ومسار تطور المنطقة في العقود اللاحقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.