رائد مقدم يكتب | زكريا غنيم ووجدي بطرس
يخرج علينا، من فترة لأخرى، شخص مخرف من خارج مصر أو داخلها، يُطلق تصريحات متطرفة بداعي معرفة الحق وامتلاك الحقيقة والدفاع عن الدين، والتطاول على أصحاب الأديان الأخرى. والملاحظ هو خروج تلك الوجوه الكريهة في أوقات فاصلة أو في توابع أحداث مهمة. أو لكسر حالة الاستقرار التي تنعم بها البلاد. بل والغريب هو العبث بتلك الفيديوهات وإعادة نشرها وتفعيلها بفعل فاعل لتصل إلي أكبر حجم مشاهده ممكن. لينطلق وراءها المواطنين البسطاء الحريصين على الدفاع عن دينهم ونبيهم.
من أشهر هؤلاء المخرفين الشيخ وجدي غنيم الذي دائمًا ما يتفاخر بالتطاول على الدين المسيحي وعلى الكتاب المقدس، ويتفنن في البحث عن أيه تحتمل التفسير الخاطئ ليهاجم بها المسيحية والمسيحيين وينعتهم بأفظع الألفاظ. وعلى الجانب الأخر يوجد المدعو زكريا بطرس الذي أعتاد الهجوم على الدين الإسلامي ورسوله وأتباعه من المسلمين. ودائمًا ما يتطاول بألفاظ خارجه لا يقبلها أي مسيحي، وقد اعتاد على ذلك منذ ما يقرب من عشرين عامًا. وقد أثار ضجة وقتها أدت إلي بعض الأحداث الطائفية في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك. ولكن بعد فتره أيقن المسلمين والمسيحيين الهدف الحقيقي من وراء تلك الفيديوهات المسيئة. وتعلموا الدرس وخصوصا بعد ثورة 30 يونية. التي خرجت بنا إلى تحديات كبيرة في مواجهة قوي الإرهاب في العالم كله. والتحم المسلم والمسيحي من أبناء هذا الوطن لحماية بلدهم ومقدرات الوطن والحفاظ على الوطن الغالي. ولكن قوي الظلام لم ترضي بالهدوء والاستقرار لهذا الوطن المبارك في كل الأديان.
وبدأت تتلاعب بأحد الفيديوهات القديمة للمدعو زكريا بطرس وهو يمارس هوايته في التطاول على الدين الإسلامي الحنيف ورسوله الكريم. لتتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة من المبارزة بين معارض ومؤيد ومتجاهل ومغرض لإشعال الموقف والتلاعب باستقرار الجبهة الداخلية المتماسكة والمستقرة في الفترة الأخيرة. ولكن اللافت للنظر هو الوعي الذي ظهر في تعليقات أبناء الشعب المصري مسلمين ومسيحيين وتحذير بعضهم البعض من الانسياق وراء تلك الدعوة الكريهة المريبة وراء الهاشتاج الذي تصدر الترند وهو (عاقبوا زكريا بطرس). وأخيرُا خرجت الكنيسة المصرية الوطنية علينا ببيان يوضح كل شيء ليكون بمثابة الماء الذي انسكب على النار ليطفأها ويهدئ من روع المسلمين على مستوي الوطن. ولا أعرف ما هو الهدف من خروج هذا الفيديو الآن وهل له علاقة بالدعوة الغريبة التي خرجت علينا في الأيام الأخيرة؟ والتي تدعو إلى ما يسمي بالدين الإبراهيمي. والذي يدعوا إلي دمج الأديان السماوية الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلام، في دين واحد تحت دعوي إننا جميعا أبناء أبينا إبراهيم. وقد أدان الأزهر والكنيسة تلك الدعوة الغريبة والمريبة.
أخيرا هي مجرد محاوله من محاولات اختلاق فتنه تطال وحدة النسيج المصري. ولكن تبقي مشيخة الأزهر والكنيسة المصرية هما حائط الصد الأول والحصن المنيع الذي يحمي وحدة وسلامة هذا الشعب العظيم. ومن وراءه مؤسسات الجيش والشرطة.
ليعلم الجميع أن تلك المحاولات ورائها أجهزة مخابرات ودول لا تريد الخير لمصر. وأن الهدف الاساسي أن يشعر أبناء هذا الشعب بالسلبية وعدم الانتماء ويجعلهم عرضة لحالات التذمر وعدم تقدير الموقف وبالتالي العمالة والانتماء لأيديولوجيات مختلفة عن الأيديولوجية المصرية العريقة.
مصر تخوض معركة هويه لم تتعرض لها طوال تاريخها، لكن هذا هو قدر مصر، وستظل مصر قائمة ليوم الدين بإذن الله وستره وحفظه وتوفيقه ومجهود قيادتها السياسية وشعبها. وأخيرا اقتبس كلمة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي: “مصر تخوض معركة بشرف في زمن عز فيه الشرف”. حفظ الله مصر شعبها.