رامي عبد الباقي يكتب | تأثير مصر الديني

0

حاول الكثيرون العامين التاليين بعد ثورة يناير 2011 أن يبثوا في مصرنا الحبيبة إسلاما جديدًا غير الذي نعرفه منذ مئات السنين. إسلام يحث على كراهية الغير والعنف والتشدد والتكفير وإعطاء بعض المنتمين لتلك المجموعات صفات تقترب من الصفات الإلهية وإقصاء الرأي الآخر وسيادة مبدأ السمع والطاعة. كانوا يرغبون في جعل مصر نسخة من البلاد التي دخلوها فأفسدوها بل وراحوا يطلقون على بلادنا الأبية، كذبًا وزورًا، اسم “مصرستان” وأكاد أجزم أنهم لا يعلمون أن لفظ “ستان” يعني بلدًا ولا شيء آخر، لكنه فقط الجهل عندما يكون ممتزجًا بحلم كاذب لم يكن له أساس من الصحة.

لم ولن يستطيع أحد التقليل من مصر وتأثيرها الديني على مر السنوات والقرون. أول محاولة لتوحيد العبادة في العالم كانت على يد مصري. والديانة اليهودية كان منبعها في سيناء. والعائلة المقدسة عندما رحلت من الجليل اتجهت فورًا إلى مصر. وعندما وصلت الديانة المسيحية مصر أخذت الطابع الأرثوذكسي فصارت الكنيسة الأكبر على مستوي العالم. وعندما وصل الإسلام إلى مصر اكتسي بالصبغة المصرية فكان الجامع الأزهر أكبر منارة إسلامية في أفريقيا، وأكبر قبلة يقصدها من يريد أن ينهل من بحر العلم.

لم يكن تأثير مصر الديني يهدف إلى تغيير أي عقيدة، كما يدعون كذبًا، بل كان يهدف في الأساس إلى صبغها بصبغة خاصة لا توجد إلا في مصر. صبغة تهدف إلى نشر الأديان والترغيب لا الترهيب.

تأثير مصر الديني أزعج العديد ممن تتعارض مصالحهم مع ذلك الأمر، ولهذا بدأ الكثيرون في محاربة مصر وإطلاق العديد من الشائعات والأخبار المسمومة التي تنتقص من قدر مصر وتأثيرها الديني. شائعات تنال مرة من الحضارة الفرعونية وتتهمها أنها حضارة عفنة وقائمة على الكفر والإلحاد، ومرة أخري تهاجم الأزهر وتتهمه بأنه مصدر للطائفة الشيعية والتشدد. لم يكن الخلاف يومًا دينيًا بل كان دومًا سياسيًا. كان مصدره الدائم الحقد على مصر ومكانتها المذكورة في كل الأديان، حقد على أرض كُتب لها أن تكون مهد الحضارة. حقد ورغبة في هدم كل الثوابت وإشاعة الأفكار الظلامية التي لا تصلح لأي زمن أو مكان. ولكن لن يحدث ذلك أبدًا. وستستمر مصر بصبغتها الدينية وتأثيرها قائمة، رغم أنف كل حاقد أو كاره.

* رامي عبد الباقي، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.