رانا رجب تكتب | الطفل المصري بين ثقافتنا وثقافتهم
يلجأ الأطفال في أوقات فراغهم إلى مشاهدة الأفلام الكرتونية و برامج الاطفال يوميا، والتي تجذب انتباههم، حيث تتضمن مؤثرات بصرية وسمعية تبهرهم وتأخذهم إلى عالم الخيال، ولقد لاحظت في الآونة الأخيرة أن الأطفال تشاهد القنوات الأجنبية، وتكتسب ثقافات اخري غير ثقافاتنا، وكان ذلك نتيجة طبيعية بسبب نقص إنتاج برامج الأطفال المصرية حيث كنا في السابق في أجيال الستينيات حتي التسعينيات نهتم تمامًا ببرامج الأطفال ففي الإذاعة كان هناك العديد من البرامج مثل (بابا شارو) الإذاعي الكبير (محمد محمود شعبان)، و(ماما سميحة) الإذاعية (سميحة عبدالرحمن) أول من اطلق عليها لفظ ماما ، ثم تأتي بعدهم (أبلة فضيلة) صاحبة الصوت الاذاعي المميز (فضيلة توفيق) وبرنامجها اليومي (غنوة وحدوته).
شارك التليفزيون المصري في تشكيل ثقافة وجدان أجيال كاملة، حيث قدم العديد من برامج الأطفال الرائعة، علي سبيل المثال لا الحصر برنامج (نجوى إبراهيم) الشهيرة (بماما نجوى) وبرنامجها (صباح الخير) مع شخصية “بقلظ” لتعليم الاطفال الفرق بين التصرفات السليمة والتصرفات الخاطئة، و برنامج (عروستي) الذي كانت تقدمه (ساميه شرابي) وكان هذا البرنامج يشكل ثقافه العديد من الاطفال عن طريق العروسة التي كانت تصاحب المذيعة، ولا يمكن ان اغفل عن ذكر برنامج (سينما الاطفال) للمذيعة (عفاف الهلاوي) وقدمته أيضًا بعدها الإعلامية (عزة مصطفي). وكان البرنامج يُذاع كل يوم جمعة فقد عرض هذا البرنامج الكثير من الأفلام المميزة وقصص وحكايات ومعلومات تربوية وتعليمية خفيفة، وغير تقليدية، ومن خلالها كان يتعلم جيل بأكمله ويتربى وتتشكل ثقافته ووجدانه وتنمو مواهبه وكان يصاحبه التعليقات من المذيعة ، ثم نأتي للأعمال الدرامية مثل مسلسل (بوجي وطمطم) وهو مسلسل عرائس مصري من تأليف وإخراج الراحل رحمي، كان له تأثير كبير في تشكيل وعي الطفل المصري وارتبط الصغار والكبار بهذا العمل لسنوات طويلة، ومسلسل (بكار) كارتون مصري حيث إنه أول شخصية كارتونية مصرية حقيقية، أبدعتها المخرجة الراحلة منى أبو النصر وأخرجت عدة أجزاء من المسلسل ثم استكمله ابنها شريف جمال بعد وفاتها، و هناك العديد والعديد من البرامج الاذاعية والتلفزيونية والكرتون التي كانت تنتجها مصر لأطفالها التي شبه اختفت في وقتنا الحالي.
نداء إلى من يهمه الامر نحن نريد أن نحكي لأبنائنا عن ثقافتنا و هويتنا المصرية لا أن يحكي غيرنا لهم عن هويتهم ، نحن نريد أن نحكي عن عظمة بلدنا وعظمائها نحن نريد أن تعرف الأجيال القادمة ماذا تعني الهوية المصرية، لماذا تركنا اطفالنا لثقافات أخري وهويات أخري، نداء إلى القنوات المصرية أين برامج الأطفال، الوضع جد لا يستقيم الوضع خطر علي أطفالنا، فتعد السنوات الست الأولى في عمر الطفل مهمة حيث يتم فيها تشكيل وجدانه العقلي، وتطور نموه الإدراكي، مما يجعل الفترة العمرية الأولى هي البنية الأساسية في إفراز منتج إنساني واعٍ وواعد، لذلك لا يجب أن نترك الطفل المصري للثقافات الأجنبية وهو في الصغر ونحاول أن نزرع فيه الهوية المصرية في الكبر.
رائع يا استاذه رنا