رحاب عبدالله تكتب | مظاهرات رفح وخيانة الإخوان

0

شهدت مصر منذ أيام تظاهرات حاشدة أمام معبر رفح، شارك فيها الآلاف من أبناء هذا الوطن، يتصدرهم أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ورؤساء الأحزاب، وشخصيات عامة وحزبية، لإعلان رفضهم القاطع لمخطط التهجير، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وللتأكيد على أن سيناء خط أحمر، وأن أرض فلسطين ملكا لأهلها، وليس لمحتل غاصب.
وقد لاقت تلك المظاهرات احتفاء شعبيا لدى مختلف المواطنين الذين عبروا عن ذلك على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حتى أنني شاهدت العديد من التعليقات، مثل: “ما قلوش ليه كنت عايزة أشارك معاهم”، وتعليق آخر مثل “حد يعرف التحرك منين وإزاي نروح”.
وبينما يجتمع الشعب المصري على قلب رجل واحد لمواجهة مخططات الكيان الصهيوني المدعومة أمريكيا، وبينما أعلن العديد من القوى المعارضة المعروفة بخلافها الشديد مع النظام دعمهم لموقف القيادة السياسية في هذا الصدد، حتى أن غالبتهم نشر بيان وزارة الخارجية على صفحتهم، وكذلك دعم تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي ردا على هذا المخطط، يخرج ما أسميه بالزرع الشيطاني، الذي ألقى بذوره في أرض هذا الوطن حسن البنا بدعم من الاحتلال البريطاني في عهود سابقة، ليشككوا في هذه المظاهرات مرددين أكاذيب بأنها تم التحضير لها أمنيا، وأن من توجهوا إلى المعبر، حصلوا على مبالغ مالية للمشاركة في هذه المظاهرة، بلغت بحسب ادعائهم ٤٠٠ جنيه، وما تلبث أن التقطت الكيانات الأمريكية والصهيونية تلك الأكاذيب، وبدأت تروج لها، لإحباط التحركات الشعبية المتمسكة بسيناء والرافضة لتصفية القضية الفلسطينية.
الحقيقة، أن المصريين ليسوا بحاجة لأموال كي يعلنوا تمسكهم بأرضهم، بل أنهم على استعداد لدفع المال والدماء لحماية تلك الأرض، ولو كان تم الإعلان عن تنظيم تلك المظاهرة لانضم إليها ملايين، وليس فقط آلاف دون مقابل، ولكن قطعا الإخوان غير مدركين لتلك الأمور، فمن استطاع منهم الفرار عقب ثورة ٣٠ يونيو، فتحت أمامه بلدان عدة، عاش فيها آمنا، ومارس حياته بشكل طبيعي، بل وأطلق قنوات إعلامية لبث سمومه في جسد الوطن من الخارج بعكس المصري العادي، الذي ليس له سوى تلك الأرض، بل أنه لن يرضى بغيرها بديلا حتى لو كان الثمن أن يدفن فيها.
أما الإدعاء الثاني، بأن الجهات الأمنية، هي التي نظمت تلك المظاهرة، فأقول أنه لتنظيم مثل تلك الفاعلية، ومن أمام معبر رفح قطعا لابد من الحصول عن الموافقات الأمنية، وحتى وإن كان الأمن على خلاف الحقيقة، هو الذي نظم تلك الفاعلية، فهل يدينه أنه يريد الحفاظ على الأرض، ويرفض تصفية القضية الفلسطينية.. فما أشرفها تهمة إن صحت.
وثالثا وبالسؤال عن المستفيد من تشويه تلك المظاهرة، تعرف بصورة واضحة، لا لبس فيها، لمصلحة من تعمل جماعة الإخوان الإرهابية، لأن ببساطة المستفيد من فشل تلك الجهود في مواجهة مخطط التهجير، هو العدو الصهيوني، وبالتالي فليس من مصلحة أي مواطن مصري يدين بالولاء لوطنه، أن تفشل مصر بقيادتها وشعبها في مواجهة ذلك المخطط اللئيم.
وأخيرا أي مواطن بسيط وأي معارضة وطنية شريفة، قد تختلف مع الدولة والأجهزة الأمنية في أي من الأمور والسياسات، أو حتى في جميعها، إلا فى أمر واحد، لا يمكن الخلاف عليه، بل أن الخلاف عليه، هو الخيانة بذاتها، وهو الأرض المصرية وحمايتها، فاتبع من اختلف مع مصر ، وحاول تشويه جهود الحفاظ على الأرض، تعرف من هو الخائن الحقيقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.