رضا سليمان يكتب | قرارات مصيرية (1 – 2)

0

فقدت البشرية ملايين الأبرياء، من شعوبها، نتيجة قرارات اتخذها قادة يبحثون عن تحقيق مجد شخصي. كما فقدت ملايين البشر أيضًا نتيجة دفاع شعوب عن نفسها فى مواجهة قرار يتخذه أحد القادة بحثا عن مجد شخصي .وليس من السهل على أي من القادة اتخاذ قرار الحرب، فالزج بالجنود إلى قلب معركة لا يعلم إلا الله وحده نتيجتها أمر رهيب، أمر يجب أن يفكر فيه القائد، الذي يمتلك إصدار القرار، ملايين المرات لأنه يذهب بملايين الأفراد، جنود ومدنيين، إلى أرض المعركة التي قد لا يعودون منها، وقدرة القائد على التفكير لاتخاذ مثل هذا القرار لابد أن تكون نابعة من موقع “القوة” وليس موقع الضعف، فمن يكون ضعيفًا لا يمتلك القدرة على اتخاذ قرار إعلان الحرب، لكنه لابد وأن يتصدى للدفاع فيقدم أرواح جنوده عنوة، وليس عن رغبة في تحقيق مجد معين. فهل ترى معي كيف أن قرار يعود لشخص واحد، أو حتى يعاونه عدد قليل، هذا القرار يعتمد على خلفيته الفكرية وطبيعة شخصيته وتربيته الخاصة، قرار مثل هذا كيف يؤثر في حياة الملايين، أو يودي بحياتهم!

والحروب على مر التاريخ حصدت ملايين البشر وحصدت مليارات الدولارات والنتيجة مهما بلغت فهي لا تعادل جزء من بين مليون جزء من الخسائر الحقيقية.

نحن هنا لسنا في خضم كتابة بحث توثيقي حول عدد قتلى الحروب على مر التاريخ ولكني أود تقديم بعض نماذج الحروب التي خاضتها البشرية بناء على قرارات عدد قليل جدًا من الساسة وكانت نتيجتها كارثية.

لنبدأ بما عُرِفَ تاريخيًا بالحملات الصليبيَّة أو الحروب الصليبيَّة، وتضع التقديرات عدد ضحايا الذين قضوا في الحروب الصليبية بين مليون إلى حوالي 3 مليون شخص. وهي مجموعة من الحملات والحروب التي قام بها الأوروبيون من أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر (1096 – 1291)، كانت بشكل رئيسي حروب فرسان، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الذين اشتركوا فيه وكانت حملات دينية وتحت شعار الصليب من أجل الدفاع عنه وذلك لتحقيق هدفهم الرئيسي وهو السيطرة على الأراض المقدسة كبيت المقدس، ولذلك كانوا يخيطون على ألبستهم على الصدر والكتف علامة الصليب من قماش أحمر.

أما الحرب العالمية الأولى، وهي حرب بدأت أوروبية وانتهت عالمية، أشعل شرارتها طالب جامعي بعد اغتياله ولي عهد النمسا عام 1914، وانتهت بصراع عنيف لأربع سنوات شاركت فيه أكثر من 70 دولة، راح ضحيتها نحو 22 مليون إنسان، ومهدت لتغييرات سياسية كبيرة، وكانت وراء ثورات في دول عديدة. تلتها الحرب العالمية الثانية هي حرب دولية بدأت في الأول من سبتمبر من عام 1939 في أوروبا وانتهت في الثاني من سبتمبر عام 1945، شاركت فيها أو تأثَّرت بها الغالبية العظمى من دول العالم منها الدول العظمى في حِلفَين عسكريَّين متنازعين هما: قوات الحلفاء ودول المحور، كما أنَّها الحرب الأوسع في التاريخ، وشارك فيها بصورة مباشرة أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 بلدًا، وقد وضعت الدول الرئيسية كافَّة قدراتها العسكرية والاقتصادية والصناعية والعلمية في خدمة المجهود الحربي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.