روان الصيفي تكتب | رسالة الإمام
تحت عنوان “لا تكونوا عونا لهؤلاء السفهاء بمشاهداتكم”
انتشر عدد من المنشورات تبغض مشهد الإمام الشافعي في مسلسل رسالة الامام بسبب ذهابه لراهب لأجل علاج زوجته!، وكأن هذا بجرم وفعل آثم.
وسواء أكان هذا الموقف قد حدث بالفعل او لم يحدث بعيدا عن الاستغراب وكأن كل من ينتقض أصبح مؤرخ او علي دراية بكتب التاريخ بجميع اللغات من الألف الي الياء التي كتبت عن حياة الإمام.
او حتي استكبار ذهابه وهو من هو كشافعي يتعلم منه القاصي والداني وكأن العلم وقف عند شخص واحد او ان مفاتيح الطب امتلكها هو فقط متناسين ان من ظن أنه يملك العلم فقد بدأ جهله او قصه حفيدي الرسول وتصحيح كيفيه الوضوء لرجل كبير.
الحقيقة بأن هذا المشهد او هذا الفعل ليس بجرم والدليل علي ذلك افتاء كبار وعلماء أهل الدين والعلم علي مر السنين بمختلف الجنسيات بأن هذا الأمر جائز ولا ضرر فيه وهو رأي الغالبية منهم.
ومن أجل الرد علي هؤلاء وإيقاف محاولة افتعال هذه الفتنة، يأتي التذكير برد اهل العلم والدين والذي تم ذكره في “بدائع الفوائد” (3/725) .
– “الآداب الشرعية” (3/76) – “لقاء الباب المفتوح” (2/56) . كالآتي :
حيث انه قد جاز الذهاب عند الغالبية الي طبيب غير مسلم بقيد ان يكون خبير وأمين وصادق والدليل علي ذلك ما ورد في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أراد النبي ان يهاجر من مكة الي المدينة استأجر رجلاً من قبيلة يقال لها بني عبدالديل هاديا عالما بالطرق علما جيداً وكان هذا الرجل كافرا فاستأجره النبي بالرغم من ذلك، كدليل له في طريق الهجرة وهذه من الخطورة بمكان كبير وهذا نبي الله وهو من هو.
وذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في تعليقه على قصة استئجار النبي – صلى الله عليه وسلم – لعبد الله بن أريقط دليلاً له في طريق الهجرة وهو يومئذ كافر، فقال: (وفيه دليل على جواز الرجوع إلى الكافر في الطب والكحل والأدوية والكتابة والحساب والعيوب ونحوها).
كما انه روي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يبعث بعض المرضى إلى طبيب العرب يومذاك ( الحارث بن كلدة) وكان كافراً .
وليس هذا فقط بل تزيد الروايات والمواقف في ذلك مع الكثير من اهل العلم والدين علي نفس الشاكله نقلا عن الصالحين، والله أعلم.
فكفي محاولات لإثارة الفتن واغفال العقل واتباع ما يتم تداوله بشكل عمياني دون بحث او تفكير.