رولا صبحى تكتب | الحوار الوطني والمسئولية المجتمعية
الحوار الوطني فرصة عظيمة للجميع لكي يتم وضع أسس وقواعد جديدة يبحث عنها الجميع، ولتيم وضعها على طاولة المسئولين لكي يتم فحصها وتنفيذها واحدة تلو الأخرى بما لا يؤثر على النظام الذي تسير به الدولة.
والرئيس السيسي أراد أن يفتح الباب أمام كل التيارات لتكون مشاركة في صياغة المستقبل، لأن المستقبل ليس ملكاً لأحد بعينه، بل ملك لكل المصريين.
لذلك فالجميع مدعو ليقول رأيه ويسجل مقترحاته، وفى الإتجاه الأخر، هناك سلطة ودولة تتابع ما يجرى من حوار، وتتداخل في الحوار في أوقات معينة، وتأخذ من هذه المقترحات ما يتناسب مع الواقع، لتبدأ في التنفيذ على الأرض، إلى حين الاتفاق على الخارطة المستقبلية.
وهنا أريد أن أؤكد على أن المسئولية المجتمعية هي أحد الأولويات التي يجب أن تكون على رأس جدول الحوار الوطني لما لها من أهمية كبيرة للمواطن المصري وخاصة من محدودي الدخل وأيضا الطبقة الوسطى والتي بدأت تعاني أيضا بسبب الظروف التي تمر بها البلاد وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه.
هذا في الوقت الذي يسعى فيه الحوار الوطنى إلى تأسيس جمهورية جديدة قوامها المسئولية الوطنية من أجل تحقيق الصالح العام لوطننا العزيز.
والمسئولية الوطنية هذه ليست مسئولية فردية بل عامة ومفروضة علينا جميعا، وعلى الجميع أن يؤدى دوره تجاه الوطن، وستظهر ملامحها أمام الداخل والخارج.
والمسئولية المجتمعية هي ضرورة يجب على القائمين على الحوار الوطني أن يناقشوها بكل جدية لأنه أمر يهم أغلبية المصريين، ويجب أن تكون التوصيات التي ستخرج من الحوار الوطني اتجاه البند الخاص بالمسئولية الاجتماعية، في صالح المواطن البسيط وتلبي احتياجاته، وتيسر له حياته المعيشة،
كما إن المسئولية المجتمعية وفيما يتصل بالحوار الوطني يعني أن كلا منا صار يلعب دورا في الحوار وإنجاحه فالحوار لايقتصر على الجالسين في القاعات وحول المائدة فقط.
بل إن الحوار الأكبر والدور الأكبر يدور خارج تلك القاعات في طمأنة الشارع وتهيئته لتلقف مخرجات مؤتمر الحوار.
إن استشعارنا المسئولية المجتمعية بقدر أهميتها على الشارع وقوة تأثيرها في الناس فهي تشكل عامل ضغط على المتحاورين لتلبية الآمال الشعبية التي يفترض بهم ترجمتها إلى مقررات وخطوات ملموسة فلم يعد بمقدور المواطن الانتظار أكثر، وعلى الجالسين على طاولة الحوار أن يدركوا ذلك جيدا.
إن الجميع بدافع المسئولية المجتمعية يسعى للمشاركة في تقديم رؤية للحوار الوطني تساعد في حل أزمات الشارع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإنساني.
والشعب المصري قد اختار 30 يونيو لكونه شعاع الأمل والمستقبل، فيما ينظر إلى الحوار الوطني أنه دليل على قوة الدولة والاستقرار وفرصة لتحمل المسئولية المجتمعية.
وأنا أدعو الجميع سواء قيادات الحوار الوطني – وهم من يعول عليهم الشعب المصري حاليا – أو قيادات الأحزاب والتجمعات السياسية والحقوقية والاجتماعية في أن يكون الجميع على قدر المسئولية الاجتماعية والوطنية والوقوف كتفا بكتف خلف بلدنا وقيادتنا السياسية للخروج من أزماتنا إلى بر الأمان.