ريهام الشبراوي تكتب | أهلًا بكم في مصر الجديدة

0

استقرار الدولة كان يلزمه إعادة بناء مؤسساتها، والبنية التحتية كان يلزمها عمل جاد طوال ثماني سنوات مضت، بدأت بتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مهمته الشاقة، والبنية يتبعها تنمية وجذب الاستثمارات الخارجية، وهذا ما يحدث حاليًا، فمصر تستحق أن تكون قبلة المستثمرين لما تتمتع به من جغرافيا تميزها، وتاريخ عريق تتفرد به.
اليوم.. وبعد الاستقرار والتنمية.. حان وقت الحوار، وحان طرح الآراء التي تنطلق من قاعدة وطنية، لتتباين وتتعارض وتثمر أرضية مشتركة تناسب المرحلة، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية كما قال الرئيس السيسي، عندما أطلق دعوته لحوار وطني تشارك فيه كل القوى السياسية.
دعوة الرئيس للحوار كانت في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الماضي، ففي أثناء إفطار الأسرة المصرية أطلقت الدعوة، وتم الترحيب بكل الآراء التي تسهم في بناء مصر الجديدة من خلال أفكار ورؤى جديدة.
حرص الرئيس على الحوار الوطني دفع كل القوى السياسية للتحرك سريعًا، الجميع أعاد ترتيب أوراقه، وبدأت جلسات الحوار في مقار الأحزاب والتكتلات السياسية، وبدأ العالم كله يترقب الحوار الذي تبدأ جلساته أوائل يوليو المقبل، وها هي النوافذ الإعلامية بدأت تفتح أبوابها لكل القوى السياسية للحديث عن الحوار الوطني.
إطلاق الرئيس السيسي دعوته كانت استكمالًا لدعوات كثيرة سابقة. أما المرة الأخيرة. فكان الرئيس حازمًا في أهمية الحوار في هذا التوقيت، ليقينه بأهميته، وأهمية الاستماع إلى كل الآراء، خاصة بعد الاستقرار الذي تنعم به مصر حاليًا، وتوديعها للفوضى التي هددتها، ونالت من بعض دول المنطقة، وبعد القضاء على إرهاب وضع مصر وشعبها هدفًا له، فقتل المئات من خيرة شبابها.
الحوار لم يغب من قبل، فقد كان الرئيس حريصًا على إقامته من خلال فعاليات مؤتمرات الشباب، ومن خلال منتدى شباب العالم، لكن الحوار المقرر إقامته أوائل الشهر المقبل. تتويج لكل الحوارات السابقة، لأن مخرجاته ستكون الأهم، وسوف يتابعه العالم كله، وهو وثبة كبيرة في طريق الديمقراطية.
أسند الرئيس مهمة تنظيم الحوار إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب، والتي أكدت أنها ستقوم بإدارة الحوار الوطني بكل تجرّد وحيادية تامة، ومؤخرًا تم اختيار الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ونقيب الصحفيين، منسقًا عامًا للحوار الوطني، والمستشار محمود فوزي رئيسًا للأمانة الفنية للحوار الوطني.
تأتي أهمية هذا الحوار في الوصول إلى آليات تنفيذ خطوات الإصلاح السياسي، وفرصة جديدة لدعم الحياة السياسية والحزبية، ومواجهة كافة التحديات والأزمات لاسيما الاقتصادية التي تهدد العالم بأكمله، وتأتي الأهمية الكبرى في تحقيق طموحات أبناء الوطن، وتحقيق المصلحة العامة للدولة. إنها مصر الجديدة التي طال انتظارها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.