ريهام الشبراوي تكتب | البيئة والمجتمع الدولي

0

خمسون عامًا، بالتمام والكمال، مروا على المؤتمر الرئيسي الأول حول القضايا البيئية في ستوكهولم بدولة السويد، والذي عقد في 5 يونيو 1972، حيث اعتمدته منظمة الأمم المتحدة يومًا عالميًا للبيئة في 15 ديسمبر من نفس العام، وذلك بهدف حث الشعوب، والحكومات، والمؤسسات، على العمل والمشاركة في الحفاظ على البيئة وتعزيزها، وزيادة الوعي البيئي، وحماية البيئة من نقص نسبة الأكسجين في الهواء الجوي، وأخطار التلوث والتصحر، وبدأ احتفال العالم باليوم العالمي للبيئة عام 1974، حيث تستضيف في 5 يونيو من كل عام مدينة في العالم الفعاليات الرسمية لهذا اليوم.
“لا نملك سوى أرض واحدة”.. شعار اليوم العالمي للبيئة هذا العام، وكان أيضًا شعار مؤتمر إستوكهولم لعام 1972، وذلك يؤكد على ضرورة العيش بشكل مستدام مع الطبيعة، والحفاظ عليها من التلوث، فبالرغم من مرور خمسة عقود على المؤتمر الأول، إلا أن الأرض هي الدائمة، والموطن الثابت الذي لا يتغير.
الاستعدادات للاحتفال باليوم العالمي للبيئة هذا العام تحمل طابعًا خاصًا، وذلك بعدما أعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنجر أندرسن، حيث أعلنت أن عام 2022 هو عام الطموح والعمل لمعالجة الأزمة التي تواجه الطبيعة، وأنها فرصة لإدماج الحلول القائمة على الطبيعة بشكل كامل في العمل المناخي العالمي، وأن كل يوم يمثل يوم البيئة العالمي منصة قوية لتسريع وتضخيم وإشراك الناس والمجتمعات والحكومات في جميع أنحاء العالم، لاتخاذ إجراءات بشأن التحديات البيئية الحرجة التي تواجه الكوكب.
تأتي الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في صدارة الدول التي تولي اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف، حيث تعمل وفق رؤية واستراتيجية مدروسة حققت فيها تقدمًا ونجاحات كبيرة، وكانت مصر هذا العام من الدول الأولى التي شاركت في إحياء اليوم العالمي للتنوع البيولوجي 2022، وذلك من خلال الاحتفال على منصات التواصل الاجتماعي لوزارة البيئة، والذي يقام هذا العام تحت شعار “بناء مستقبل مشترك لكل أشكال الحياة”، وذلك بعرض عدد من الفيديوهات والتنويهات للتوعية بالتنوع البيولوجي وأهميته للبيئة والإنسان ودور الفرد والمجتمع في المشاركة في حماية هذه الثروات الطبيعية والحفاظ عليها.
في يوم 26 مايو2022، نظم المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط سلسلة ورش عن إعادة تدوير الخامات المستهلكة في البيئة، وذلك بهدف حماية البيئة والنباتات والحيوانات من الانقراض بمناسبة اليوم العالمي للبيئة 5 يونيو.
ولأن الحفاظ على المناخ أحد الأسباب التي تؤدي إلى الاستدامة البيئية، علينا ألا ننسى دور مصر الكبير والبارز في ملف المناخ، واستعدادها لاستضافة الدورة 27 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، حيث تعمل كافة مؤسسات الدولة جاهدة للخروج بتوصيات إيجابية من هذا المؤتمر، والتوصل لمبادرات ومخرجات ناجحة قابلة للتطبيق.
تتجه أنظار العالم إلى مصر الآن، حيث أشاد العديد من المسئولين حول العالم باستعدادات الدولة المصرية لهذا الحدث العالمي، لعل أبرزهم طارق أحمد، وزير الدولة البريطاني لشئون جنوب ووسط آسيا وشمال أفريقيا والأمم المتحدة وحقوق الإنسان، الذي قال نصًا: “إن مصر تخطط لمؤتمر المناخ بشكل جيد للغاية، وهناك تفاعل كبير بين مصر وبريطانيا في هذا الصدد.. قمة المناخ المقبلة في مصر مهمة للغاية، وعلينا أن نضمن نجاحها نظرا لما تحمله من أهمية كبيرة للعالم أجمع، لمواجهة التغيرات المناخية ووضع حلول لها”.
لا ننسى أيضًا الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050التي أطلقها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء في 19 مايو 2022، والتي جاءت مواكبة لرؤية الدولة المصرية 2030 لتركز على الارتقاء بجودة حياة المواطن، وتحسين مستوى معيشته في مختلف نواحي الحياة، مع تحقيق نمو اقتصادي مُستدام، وتعزيز الاستثمار في البشر، حسب ما أعلن رئيس الوزراء.

علينا جميعًا أن نتحد حتى نعيش في مجتمع أكثر استدامة، ونظيف، وآمن، خالٍ من الأزمات الكوكبية الثلاث التي تتمثل في: تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وتلوث المياه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.