زياد عبد التواب يكتب | قراءة في تقرير الشائعات 2021

0

أصدر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء التقرير السنوي لحصاد مواجهة الشائعات و تقرير الحقائق عن العام 2021حيث يبدأ التقرير بمقارنة معدل انتشار الشائعات خلال 8 سنوات تبدأ من العام2014 وحتي نهاية عام2021 وهو ببساطة ناتج قسمة أعداد الشائعات خلال كل عام علي إجمالي أعداد الشائعات خلال الفترة كلها وهنا يظهر أن هذا المعدل في تزايد مستمر بداية من 1.7% عام 2014 وصولا الي 23.5% خلال عام 2021 وهو ما يؤكد ما نلمسه جميعا من ازدياد الشائعات والأخبار المغلوطة، أما عن أسباب الزيادة فكثيرة و متعددة منها زيادة أعداد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي التي تأتي في المركز الأول كمصدر لمثل هذا النوع من الاخبار والشائعات مقارنة بالوسائل التقليدية من صحافة و قنوات فضائية وخلافه كما ان اساليب الاتصال والتواصل التي تتيحها تلك الادوات تساعد في سرعة انتشار الشائعات وذيوعها.
اما على مستوي شهور العام الماضي اتي شهر يناير علي رأس قائمة الشهور الاكثر انتشارا للشائعات بنسبة 12.5% من اجمالي الشائعات هذا العام يليه شهر مارس ثم شهر فبراير اما الشهور الاقل في معدلات الانتشار فكانت شهر سبتمبر بنسبة 6.2% وفي المؤخرة شهر يوليو بنسبة 5.7%.
أما على مستوي القطاعات الاكثر استحواذًا علي اعلي نسب من اجمالي الشائعات خلال العام فيأتي قطاع التعليم في المركز الأول مستحوذًا على ربع اجمالي الشائعات يليه القطاع الاقتصادي بنسبة 22.6% يليه القطاع الصحي بنسبة 12.2% ثم التمون بنسبة 10% وكان اقل القطاعات نصيبا هو قطاع الاصلاح الاداري بنسبة 3.6% من اجمالي الشائعات.
أما عن توزيع تلك الشائعات على مدار الشهور فلنأخذ القطاع الأعلى في أعداد الشائعات وهو قطاع التعليم حيث نجد ان اغلب الشائعات المرتبطة به تكون خلال شهور أكتوبر وديسمبر ومارس ويونيو وهذا بالطبع لارتباط تلك الشهور ببدء العام الدراسي او بقرب امتحانات الفصل الدراسي الأول أو امتحانات آخر العام، أمر مشابه نلمسه فيما يخص قطاع التموين وتحديدا قرب شهر رمضان المعظم ومواسم الأعياد.
أما بالنسبة للشائعات المرتبطة بجائحة كورونا فإننا نجد انخفاضا كبيرا هذا العام وصل الي 18.3% مقارنة بـ 51.8% خلال عام 2020 وبالتأكيد اتي القطاع الصحي علي رأس القطاعات المستهدفة منذ بداية الازمة في مارس 2020 بحوالي 49.3% من إجمالي الشائعات الخاصة بالوباء يليها قطاع التعليم بنسبة 21%.
جزء مهم حول نوعية الشائعات بغض النظر عن نسبها وهو ما يتجه الي محاولات تشويه الانجازات القومية الكبرى مثل مبادرة حياة كريمة والمشروع القومي لتبطين الترع والمصارف ومشروع الدلتا الجديدة ومشروعات الإسكان والنقل وتطوير السكك الحديدية وخلافه.
هذا بالإضافة الي الشائعات التي تهدف الي ترويع المواطنين مثل شائعة انتشار مرض الحصبة أو نقص في أدوية بروتوكول العلاج من مرض الكورونا أو استقطاع جزء من الراتب أو انتشارا عصابات تخترق الهواتف الشخصية لابتزاز أصحابها وغيرها الكثير.
أري أن التحليل الذي يقدمه هذا التقرير سنويًا يرسم صورة واضحة عن ذهنية مطلقو تلك الشائعات وهي خطوة هامة وحيوية في بناء الوعي المطلوب عاما بعد عام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.