زياد عبد التواب يكتب | منتدي شباب العالم، ذكريات 2018

0

نعم… إنه منتدى شباب العالم… اقيم في مدينة السلام… مدينة شرم الشيخ… نوفمبر 2018 بمشاركة خمسة آلاف من الشباب من 165 دولة… حلم مشترك… لن أقول إن الحلم خاص بالمستقبل. التسارع لم يعد يعطي الوقت الكافي لانتظار المستقبل… بالأمس القريب جدا كنت اعتبر نفسي من الشباب… الآن أدركت الاختلاف…الشباب لم يعد هو المستقبل…. الشباب هم الحاضر…عزيزي الشاب… لا تنتظر كثيرا… ماكنا نفعله في عشر سنوات يمكنك أن تفعله في أشهر معدودة… تلك هي طبيعة العصر ولغته المتطورة… لم يعد هناك ما يسمي صراع الأجيال… الأفكار والمفاهيم تتغير بسرعة كبيرة…. سرعة أنتم الأقدر علي الانطلاق بها… سرعة الحواسب الآلية وشبكات الاتصالات….سرعة نقل ومعالجة المعلومات….البشرية تتقدم نحو هذا العصر… جيلنا احتاج لدورات تدريبية للتعامل مع الحاسب الآلي….. جيلكم يتعامل مع الحاسب الآلي والتليفون المحمول ونظم المعلومات والبرمجيات ومصادر المعرفة بدون دورات تدريبية…. لم أر شابًا يحتاج لقراءة كتالوج التشغيل لأي جهاز …. وتلك لغة عالمية ونمط متشابه لكل الشباب…الشاب المصري مسلم مسيحي عربي إفريقي يوناني روماني ينتمي لدول حوض البحر المتوسط… خليط وسطي الدين والموقع والمناخ… يتفاهم مع الجميع… ويفهمه الجميع…الأعمدة السبعة للشخصية المصرية أقوي وأكثر رسوخا من تلك التي تشكل أي شخصية أخري…… ميزة تنافسية نادرة الحدوث…..تختصر الكثير من الوقت والجهد للتفاعل والتأقلم…..تركيبة وخلطة المصريين…خلطة بها اهتمام بالعقل والروح والجسم…..في إطار من القيم والوطنية…. وطنية فخر حقيقي….بلد أنجب عظماء وعباقرة….في ظروف أقل ما يقال عنها إنها غير مواتية أو غير مناسبة….. أطل علينا العقاد وطه حسين والآلاف من الأطباء والمهندسين والعديد من قادة الفكر والتطوير… فما بال والمناخ أصبح مناسبا… اهتمام غير مسبوق بالشباب….منظومة تعليم تتطور….. مشاركة للشباب في الإدارة واتخاذ القرار…..مقاومة أقل من الأجيال السابقة …صوت الشباب مسموع….في العالم المادي والعالم الإلكتروني…ما عاد الانبهار يحدث من الشباب…. أصبح الانبهار بهم وبفهمهم ورؤيتهم للأمور وللمستقبل….باحترامهم لمن سبقهم وإيمانهم وثقتهم في قدراتهم.
كنت حسن الحظ هذا العام لحضوري منتدي شباب العالم 2018…شاهدت شباب من مختلف بلدان العالم…شاهدت التجانس الرائع فيما بينهم…لا تشعر بوجود اختلافات كبيرة بينهم…عصر المعلومات وحدهم الي حد كبير….في الفترات قبل بدأ الجلسات كنت اراقب هؤلاء الشباب….اشاهد كيفية استخدامهم للهواتف الذكية…….سرعتهم في الكتابة مدهشة… قد تعطيك انطباعًا بأنهم يضغطون علي الشاشة بعشوائية لكن في حقيقة الأمر فإنهم يرسلون رسائل طويلة لشباب آخر في ثوان معدودة… لاحظت أيضًا بعض من الشباب مكفوفي البصر…سرعتهم في التفاعل مع التليفون المحمول لا تقل عن سرعة المبصرين إن لم تفوقها.
لاحظت كيف يقوم الشباب في فترات الانتظار بإخراج التليفون المحمول من جيوبهم …فتح تطبيقات البريد الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي للتأكد من عدم وجود رسائل جديدة ثم يعيدونه الي جيوبهم مرة اخري ثم بعد اقل من خمس دقائق من العيش في العالم المادي يعودون مرة اخري الي الهاتف المحمول ليتم اعادة الخطوات السابقة بحذافيرها للتأكد من عدم وجود رسائل جديدة…ثم اعادة الهواتف الي الجيوب وهلم جرا
أتوقع ألف طه حسين وألف عقاد….. وملايين من العقول المستنيرة الجادة…..الحلم المصري يتحقق مهما حاول البعض إضعاف العزيمة أو التقليل من القدرات….وعي الشباب رائع….وعي الشباب هو مفتاح بوابة المستقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.