ساشا سيميك يكتب | الواقع البائس في مسلسل “لعبة الحبار”

0

أثار المسلسل الدرامي الكوري على منصة نتفلكس “لعبة الحبار” ضجة كبيرة. فعلى الرغم من مشاهده الصادمة، فإنه يلقى صدى لدى الناس في كل أنحاء العالم. “أي نوع من الألعاب الكريهة هذه؟ لماذا يحصل البعض على شكل صعب والبعض الآخر سهل؟”.
أثبت هذا المسلسل التلفزيوني الكوري أنه حقق نجاحًا عالميًا غير مسبوق لمنصة نتفلكس، إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من 82 مليون مشترك من كل أنحاء العالم شاهدوه في غضون أسابيع قليلة من إطلاقه في 17 سبتمبر الماضي، وأصبح أول المسلسلات من حيث المشاهدة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أربعة أيام فقط من صدوره. وهيمن هاشتاج لعبة الحبار على وسائل التواصل الاجتماعي، بعدد مشاركات بلغ 22.8 مليار مشاركة على منصة تيك توك وحدها.
يمثل “لعبة الحبار| تأليفًا ذكيًا يندرج تحت نوع “ألعاب الموت” الذي افتتحه فيلم Rollerball عام 1973 وشهد انتعاشًا هائلًا مع فيلم Battle Royale عام 2000، واستأنفته ثلاثية Hunger Games المعروفة.
في هذا النوع، تجري معظم الكتابات في مستقبل بائس تحكمه أنظمةٌ استبدادية. وبينما لا تمنح لعبة الحبار لجمهورها تلك الراحة، فقد حُدِّدَ مكان وزمان اللعبة في الواقع المعاش وفي الوقت الحاضر.
يحكي المسلسل قصة 456 كوريًا، أثقلتهم الديون الضخمة، وأُجبروا على المشاركة في ست نسخ قاتلة من ألعاب الأطفال، تُلعَب في مكان مجهول، وينظمها مشرفون مقنَّعون.
في بعض الألعاب، يلعب الجميع كلٌّ لمصلحته. وفي ألعابٍ أخرى، يمكن للاعبين تكوين فريق. ولكن في النهاية، لا يمكن أن يكون هناك سوى فائز واحد يُكافأ بجائزةٍ نقدية ضخمة. أما ثمن الفشل، فهو موتٌ سريع ودرامي. وتُقام المنافسة من أجل إرضاء عدد قليل من الرجال فاحشي الثراء -من كبار الشخصيات المهمة. يشاهدون وتُسخَّر كل وسائل الراحة لهم، بينما المتنافسون يقيمون في ثكنات بسيطة قبل المخاطرة بحياتهم في الألعاب. مع ذلك، لا يُجبر المتنافسون علنًا على المشاركة في الألعاب. يمنحهم المنظمون خيار التوقف عن اللعب إذا صوتت الأغلبية على المغادرة. لكن الحقيقة أن هذا الاختيار محض وهم، إذ اختير اللاعبين بعناية لكونهم يائسين وفقراء.
من بين هؤلاء، مدمن القمار سيونغ جي هون (الدور الذي مثله ببراعة لي جونج جاي)، والنشالة الكورية الشمالية كانغ سان بيوك (جونغ هو يونغ)، والمهاجر الباكستاني المُستغَل بوحشية عبدول علي (أنوبام تريباثي). عند عودتهم إلى سيول، يجدوا أن الظروف التي أجبرتهم على المشاركة في الألعاب لا تزال قائمة، ولا يكون لديهم خيارٌ سوى العودة إلى اللعبة.
مشاهد المسلسل حقيقية بشكل جميل، رافضةً الصور المُنشأة إلكترونيًا لصالح مجموعات المادية السريالية. إنه أيضًا سهل للغاية في الوصول إليه ومشاهدته. ولكن ما يفسر حقًا شعبيته العالمية هو أنه يدور حول الرأسمالية والمنافسة والطبقية. يتعرف الملايين من المشاهدين في جميع أنحاء العالم على الإكراه الاقتصادي في قلب الدراما ويلمسون صلتهم به.
يحدِّد مسلسل هوانج دونج هيوك من هو العدو وأنه لا يمكن هزيمته في القتال وفقًا لقواعده. إنه يقدم حجةً مقنعة مفادها أن الرأسمالية هي لعبة موت بائسة، يأخذ الفائز فيها كل شيء.

* كاتب بريطاني. المقال ترجمة محمد محروس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.