سامح فاروق يكتب | المعسكرات ودورها في التربية وتغيير السلوك
للمعسكرات الدراسية دور كبير في التربية وتغيير السلوك. والسؤال بداية هو: لماذا المعسكرات؟ الواقع أنه في المعسكر هناك جانبان مهمان للطفل التلميذ، والطالب: الجانب الأول التوعية: أحيانًا نعاقب الطفل على تصرفات وسلوكيات تصدر منه دون وعي وهذه التصرفات أو الأقاويل قد تكون صادرة من الكبار أمامه وهو قام بفعلها دون وعي، لأن التلميذ في سن الابتدائي صغير ورياض الأطفال يسجل كل ما يدور حوله، ويتفاعل مع البيئة وهنا لابد أن نلفت النظر إلى تأثير البيئة القوي على التلميذ؛ فاذا نشأ في بيئة عنيفة يكون تصرفاته عنيفة، وإذا نشأ في بيئة عائلية وأسرية متفاهمة تعامل وتفاعل مع من حوله بالحوار.
لابد من الشرح والتوعية الكافية له بهدوء وسماع رأيه وأسئلته والرد عليه بمنطقية، ومن خلال المعسكر يتم مناقشة أفلام قصيرة تلمس سلوك أو سلوكيات معينة لدى الطفل ويتم المناقشة حول هذا الفيلم أو موضوع ما، ويحترم رأيه جيدًا وتشجيعه على المشاركة، وبعدها تتم المشاركة في مجموعات صغيرة ليستطيع الكل بدون استثناء بقول رأيه وهنا نكتشف من خلال الحوار والمناقشة شخصية الطفل، وهل يتجاوب مع الحوار أم لا؟
الجانب الثاني هو التطبيق: بعد الفيلم أو الموضوع والمناقشة يتم ملاحظة التطبيق وهنا لابد من الملاحظة الدقيقة والمتابعة والتركيز المستمر، مثال: “تحدثنا في موضوع احترام الأشياء كيف نرفع الكرسي ونضعه للجلوس عليه دون أدنى صوت”، و”اكتشاف الأخطاء وتصحيحها “، وجود ورق على أرضية الفصل أو المكان المتواجد فيه. جمع كل الأوراق ووضعها في سلة المهملات قبل بدء أي نشاط”، وضع المنضدة في صورة غير لائقة “يكتشف الطفل “ويطلب المساعدة للوضع الطبيعي للمنضدة”. كيف يحترم الآخر عند النوم “الدخول لغرفة النوم بهدوء وأنام في مكان مخصص لي دون أدنى صوت”، في الصباح كيف أرتب مكاني جيدًا.
يكتمل ذلك بمبادرة، أنا مسؤول (التطبيق في المنزل)، أي يقوم ولي الأمر بمتابعة كل هذه السلوكيات ويمكن تصوير التلميذ ووضع الصور أو الفيديو على جروب الفصل وبعدها يتم مكافأة الطفل، ويتم المتابعة المستمرة والربط القوي بين المدرسة والبيت.
ويتم كذلك مشاركة طلبة من القسم الثانوي للمساعدة في التنظيم مع المدرسين وهذا يخلق جو من المحبة والألفة بينهم ويغير كثيرًا من سلوكيات الجميع ويساعد في نضج عقلي ونفسي لطلبة ثانوي.
* سامح فاروق، المسؤول الرعوي لمدارس الفرير الكاثوليكية في القاهرة