سعاد عزيز تكتب | نيران إيرانية

0

على وقع المفاوضات النووية المثيرة للجدل بين المجتمع المجتمع الدولي وبين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يحاول الاخير جهد الامکان الاستفادة من إستمرار هذه المفاوضات وإستغلالها من أجل التأثير على أوضاعه الداخلية السلبية خصوصا بعد أن وصلت هذه الاوضاع الى أسوء ماتکون عليه ولم يعد من السهل السيطرة على الغضب الشعبي المتزايد من جراء ذلك وکبح جماحه.
النظام الايراني الذي يبذل کل مابوسعه من خلال المفاوضات التي يجريها بشأن برنامجه النووي الذي کلف الشعب الايراني الکثير، أن يظهر نفسه قويا وإن أنه يسيطر على الاوضاع، على الرغم من إن الواقع خلاف ذلك إذ على سبيل المثال فإنه قد تم تنفيذ أکثر من 71 حکم إعدام خلال الشهر الماضي، کما إنه قد حدثت خلاله عدد کبير من الاحتجاجات الشعبية وکذلك نشاطات مناوئة للنظام من قبل وحدات المقاومة، هذا الى جانب مايرد من تصريحات من جانب مسٶولين تٶکد على سوء الاوضاع وتفاقمها والحاجة الماسة من أجل التصدي العاجل لها ومعالجتها.
الکلام الملفت للنظر والذي ذکره عماد أفروغ، عالم الاجتماع الحكومي، خلال بحث له حيث حذر فيه من الوضع المتفجر في ظل النظام وأکد بأن المجتمع الإيراني يتجه نحو ثورة، هي في الحقيقة بمثابة إعترافات صادمة بشأن الاوضاع المتردية التي يريد النظام التغطية عليه بطرق واساليب مختلفة والتي من ضمنها المفاوضات النووية الجارية.
عالم الاجتماع هذا قال في بحثه هذا عن الفجوة الطبقية في المجتمع: “في شمال وجنوب المدينة، أرى آثار “السلطة ـ الثروة” وليس “الثروة ـ السلطة”. هذا التصدع موجود، لكنه لا يتعلق بالطبقات الاجتماعية، بل ظل نفس السلطة ـ الثروة، أي أن الأشخاص الموجودين في السلطة هم سكان المناطق الشمالية من المدينة (المناطق الفاخرة) لأن الأشخاص في السلطة يمكنهم الوصول إلى الثروة النفطية.” وهذا الکلام واضح جدا عن مدى إستئثار رجالات النظام الايراني للثروة وحصرها في أياديهم أو أيادي أتباعهم وترك الشعب يعاني من شظف العيش.
وتابع هذا الخير الحکومي يقول:” إدارة المركز من حولنا صارت عجينة مع اقتصاد النفط والمستفيدون الرئيسيون من اقتصاد النفط هم رجال الدولة، لذلك فإن سكان شمال مدينتنا هم أيضا المستفيدون من نفس اقتصاد النفط، لكن هذه ليست “الثروة – السلطة” بل “السلطة – الثروة”. من الواضح أن لدينا شمال المدينة وجنوبها، لكن هذه ليست طبقات اجتماعية وهذا الوضع قائم على السلطة. كان الأمر نفسه قبل الثورة وبدأ من زمن بهلوي. تعتبر إدارة المركز – الآخرين التي تعتمد على اقتصاد النفط من سمات حكومة بهلوي وتستمر حتى بعد الثورة. في سياق نفس العلاقة بين المركز – الآخرين، نشأ الظلم الاجتماعي وعلاقة السلطة والثروة في شمال وجنوب المدينة.”.
ويستطرد عماد أفروغ في جانب آخر من بحثه:” سيفهم المجتمع ذلك عاجلا أم آجلا. سوف يفهم في الوقت المناسب أن هؤلاء أصحاب السلطة لم يخدموهم. إنه يرى أنهم ليسوا خدامهم، بل يريدوني أيضا كخادم لهم، أي يجب أن أخدمه، وهذه السلطة الحكومية، التي لديها كل هذه التسهيلات تحت تصرفها، لم تقم بإجراء أي تغييرات في الحياة. وواجهت حياته الاقتصادية، وحياته السياسية، وازدهاره الثقافي نفس العقبة. بعد كل شيء، المجتمع واعي، وعندما يرى أن هؤلاء الأشخاص الذين يتبجحون بالعدالة والقيم الأخلاقية يكذبون بسهولة، ويقدمون إحصاءات خاطئة، ويخدعون، بل وحتى يستبيحون الكذب، سيقولون إنه لا يتوافق مع كلماتهم وشعاراتهم. لقد قلت مرات عديدة إن الناس لم يعد لديهم تلك الثقة وأن الحكومات لا تملك هذا رأس المال لأنهم أضعفوا مصداقيتهم بأيديهم من خلال الكذب والإغواء والخداع، والمجتمع يعرف ذلك.” ويخلص الى القول:” وصل المجتمع بالكامل إلى هذه النقطة، وهي نقطة الانطلاق للثورة. المجتمع يتجه نحو ثورة. ماذا يحدث في حالة ثورية؟ تفصل النخب والشعب والساحة المدنية حساباتهم عن ساحة السلطة، مثل الثورة نفسها.”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.