سعيد العليمى يكتب | مغزى تجديد الخطاب الدينى
تجديد الخطاب الدينى لايجرى فى خلوات الفقهاء او قاعات السلطة المغلقة ، وليس نتاجا لتأمل مفكر منعزل فى تشابهات تاريخية خارجية منبتة الصلة بالشروط الإقتصادية والإجتماعية والسياسية التى ولدتها وظهرت فيها – لابد ان تكون هناك قوى اجتماعية فاعلة فى الواقع لها مصالح يعبر عنها خطاب دينى جديد قياسا بما هو قائم سواء كانت هذه القوى تقدمية أم رجعية ( قارن كيف نشأت البروتستانتية – او الوهابية – او لاهوت التحرير ) وكيف فشل مسعى مفكرنا الكبير حسن حنفى فى اختلاق لاهوت تحرر اسلامى وابتداع يسار اسلامى رغم تقمصه دور على شريعتى المصرى بعد قيام الثورة الإيرانية – السلطة الحالية تعنى بتجديد الخطاب الدينى تكييفه اكثر لحاجاتها الدولية والطبقية الداخلية بينما يكمن الحل الحقيقى الجذرى فى دولة مواطنة ديموقراطية علمانية لاتتدخل فى عقائد مواطنيها تكفل من ضمن أمور أخرى حرية نقد الفكر الدينى والبحث العلمى فيه – الجدال الذى جرى بين شيخ الجامع الأزهر ورئيس جامعة القاهرة مؤخرا ليس جدالا يماثل جدل إبن رشد مع فقهاء عصره كما تصوره البعض وإنما صراع على الرأسمال الرمزى الدينى وحدود إستقالاليته عن سلطة البيروقراطية العسكرية – إن من يفهم ويرغب فى ان يكون ماركسيا لا ينبغى ان تكون له علاقة بهذه القصة الا فضحها والتشهير بها وبيان مغزاها .لا الاسهام فيما يقال حول التجديد وتحبيذه والإنخراط العملى فى هذه القضية.
اليساري لا يجدد الدين وليست هذه مهمته ويرى فى التجديد تجديدا لوظيفته الاجتماعية القمعية ايديولوجيا ، ومن منظوره فإن النضال ضد التعمية الدينية للأوضاع الطبقية يكون بصفة أساسية من خلال الصراع الطبقى وليس من خلال دعاية إلحادية تنويرية . وراجعوا موقف ماركس من المسألة فى نقده لبرنامج جوته ، وكذلك لينين فى مقاليه الاشتراكية والدين وموقف حزب العمال من الدين. وكذلك نقده الحاد الموجه لمكسيم جوركى حين أراد أن يستبدل الدين الارثوذكسي المهيمن أنذاك ويؤسس دين عقلانى واسس جماعة اسماها ” بناة الله ” .