سماهر خير الله تكتب | المرأة المصرية والقضية الفلسطينية

0

لطالما لعبت المرأة المصرية دورًا محوريًا في القضايا الوطنية والقومية، وكان للقضية الفلسطينية مكانة خاصة في وجدانها. فمنذ نكبة 1948 وحتى يومنا هذا، ظلت المرأة المصرية داعمة أساسية لنضال الشعب الفلسطيني، سواء من خلال العمل السياسي، أو الميداني، أو الإغاثي، أو الإعلامي. وقد تجسد هذا الدور في محطات عديدة أثبتت فيها المرأة المصرية التزامها العميق بالقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى.
وكان للمرأة المصريه في الكفاح السياسي والدبلوماسي
فساهمت المرأة المصرية في دعم القضية الفلسطينية على المستوى السياسي من خلال انخراطها في الأحزاب السياسية والنقابات والاتحادات النسائية، حيث لعبت دورًا في الضغط على الحكومات المصرية والعربية لاتخاذ مواقف داعمة للشعب الفلسطيني. وكانت النساء المصريات من بين المشاركات في المظاهرات التي طالبت بمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، كما شاركن في المؤتمرات الدولية التي سلطت الضوء على معاناة الفلسطينيين، مثل مؤتمرات المرأة التابعة للأمم المتحدة.
وعلى مستوى الدبلوماسية الشعبية، كانت المرأة المصرية جزءًا من الوفود الشعبية التي زارت فلسطين أو استضافت القيادات الفلسطينية، في محاولة لدعم موقفهم في المحافل الدولية. وقد كانت سيدات مثل جيهان السادات وسوزان مبارك من الداعمين للحلول السلمية، بينما ظهرت ناشطات مصريات قدموا حملات واسعة ضد الاحتلال
ومع اندلاع الحروب المتتالية في فلسطين، قدمت المرأة المصرية دعمًا ملموسًا من خلال العمل الإغاثي. فقد كانت الجمعيات الخيرية التي تديرها سيدات مصريات من أوائل الجهات التي أرسلت المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والضفة الغربية،
وقد نظمت العديد من الناشطات المصريات حملات تبرع بالأموال والمواد الغذائية والطبية، فضلًا عن توفير الدعم النفسي والاجتماعي للنساء الفلسطينيات المتضررات من العدوان الإسرائيلي. كما شاركت طبيبات وممرضات مصريات في علاج المصابين الفلسطينيين، سواء داخل المستشفيات المصرية أو عبر القوافل الطبية المتجهة إلى غزة.
لم يكن دور المرأة المصرية في القضية الفلسطينية مقتصرًا على الدعم المادي فقط، بل لعبت الإعلاميات والصحفيات دورًا كبيرًا في تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين وكشف جرائم الاحتلال. فظهرت صحفيات مصريات في القنوات الفضائية والمنصات الإعلامية لتغطية الأحداث في فلسطين، ونقل الصورة الحقيقية بعيدًا عن التشويه الذي تمارسه وسائل الإعلام الغربية.
وقد استخدمت العديد من الناشطات المصريات وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي بالقضية الفلسطينية، من خلال مشاركة الأخبار والفيديوهات والتقارير الحقوقية التي توثق الانتهاكات الإسرائيلية.
وعلى الرغم من أن المواجهة العسكرية مع الاحتلال كانت في الأساس دورًا للجنود والمقاومين، إلا أن المرأة المصرية لم تكن بعيدة عن هذا المجال. فقد دعمت أسر الشهداء والمجاهدين، وساهمت في تعبئة الرأي العام لصالح المقاومة الفلسطينية، وشاركت في الفعاليات المناهضة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

لا يمكن إنكار الدور الفعّال الذي لعبته المرأة المصرية في دعم القضية الفلسطينية عبر مختلف المراحل. فقد كانت دائمًا في الصفوف الأولى، سواء في السياسة أو الإعلام أو العمل الإغاثي أو التوعية الشعبية. ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي واشتداد معاناة الفلسطينيين، يبقى دور المرأة المصرية ضروريًا في دعم صمود الشعب الفلسطيني، وتعزيز وعي الأجيال الجديدة بأهمية القضية، والتأكيد على أن فلسطين كانت وستظل القضية المركزية للعالم العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.