سمر عمرو تكتب | السمات الشخصية وصنع القرار
هل نجاح المؤسسة مرتبط بوجود سمات محددة في العاملين بها؟ وهل تلك السمات لها تأثير على تحقيق الأهداف المطلوبة من صدور القرار الإداري؟ دعونا نفتتح الحديث بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة”. فبشكل عام لا يوجد قاعدة ثابتة ولكن هناك علاقة طردية بين نجاح المؤسسة والسمات الشخصية للعاملين بها، وتلك السمات ترتبط أيضاً بطبيعة المهام التي يتولاها الشخص، فلا يوجد حصر للسمات التي ترتبط بكفاءة وفعالية اتخاذ القرارات بشكل مطلق، وكما تحدثنا من قبل عن أثر بيئة العمل على كفاءة عملية صنع القرار كثقافة المؤسسة، آليات التواصل وأسلوب القيادة بالمؤسسة.
العمل علي تحسين كفاءة وفاعلية صنع القرار داخل المؤسسات الحكومية من أكبر تحديات صناع القرار، لأن العمل على تطوير الفكر الثقافي وتعديل بعض سبل التواصل الإدارية وإعادة النظر في تطبيق أساليب القيادة التقليدية داخل المؤسسات، يتطلب توافر بعض السمات في أولاً شخص القيادي وثانياً في الشخص المنوط بتنفيذ القرار وثالثاً في الشخص الذي يتأثر بالقرار بالرغم من عدم إسهامه في مراحل صنع القرار.
من أجل النهوض بالجهاز الإداري للدولة لابد من تقييم السمات الشخصية للعاملين به للوصول لأداء أفضل وتحقيق أهداف المؤسسة بشكل كفء وفعال أي؛ بدلالة تحقق الهدف المنصوص عليه في خطة العمل، وبترشيد استهلاك الموارد المتاحة وأهم مورد هو العامل البشري.
التوفيق في عملية صنع القرار مقترن ليس فقط بالسمات الشخصية للعاملين ولكن أيضاً ببعض المهارات الوظيفية، وبمدى معرفة صانع القرار بأن الشخص يتمتع بالاثنين معاً (المهارات الوظيفة والسمات الشخصية).
لذا فتوزيع المهام التنفيذية تتطلب الوعي الكافي لمتخذي القرار بتفهمه لطبيعة العمل الذي سيقوم به الشخص المعني بالتنفيذ، وأهم القرارات هي الخاصة بوضع استراتيجية التطوير المؤسسي، فعلى سبيل المثال صدور قرار بإعادة هيكلة إدارة ما داخل المؤسسة بغرض الاستثمار الأمثل لبعض مهارات العاملين داخل تلك الإدارة، يفضل أن يتم على النحو التالي؛ فالأعمال الإدارية والحفظ يكلف بها شخص يتمتع بعلوم السكرتارية المتعلقة بتدوين البيانات وفهرستها، والأعمال المتعلقة بالتواصل الكتابي تتطلب شخص يتمتع بمهارة الكتابة اللغوية، والأعمال المتعلقة بالتواصل الشفهي تتطلب شخص يتمتع بالقبول وعلى دراية بفن العلاقات العامة، والأعمال التي تتطلب دقة الإجراءات تؤول لشخص شديد الانضباط بالإجراءات وملم بالقواعد المنظمة للمنشأة، والأعمال المتطلبة سرعة التنفيذ تخول لشخص يقظ وسريع البديهة.
مجمل القول، بشكل عام ذكاء صانع القرار لابد أن يقترن بالقدرات التحليلية والحدث، فحس التوقع لمعظم تداعيات القرار مهارة لا غنى عنها في القيادي ليضع نصب أعينه نقاط الفرص وحسن توظيفها، والمعوقات المحتملة لمعرفة الآليات المتاحة لتداركها أثناء عملية صنع القرار.