سيف عصام يكتب | أبطال صنعوا المجد

0

يحتفل المصريون بمرور ٥٠ عام علي نصر أكتوبر، ذلك النصر الذي ارجع للمصريين احساسهم بالفخر، كما كان نقطة البداية التي فتحت الطريق لمفاوضات السلام واسترجاع سيناء بالكامل، ولا يجب أن ننسي ابطال الحرب من مجندين وصف ضباط وضباط وقادة الجيش، بالإضافة إلي الجهود المدنية من الشعب سواء المقاومة الباسلة في مدن القناة او المشاركة في نقل الدم والاعمال الطبية.
لم يكن التخطيط لهذه الحرب بالأمر السهل، بل كان يحتاج لمجهود ذهني ومادي كبير من الدولة والقادة، بعد حرب ٥ يونيو ١٩٦٧ ، كانت الدولة بعد هذه الكارثة تحاول التعلم من الأخطاء، كان لسلاح الجو الاسرائيلي دور حاسم في الحرب، حيث تفوق في الكم والنوع علي الدول العربية(مصر وسوريا والأردن)،لذلك اتجهت مصر الي تحديث سلاح الجيش في كافة أفرع القوات المسلحة وتحسين جودة تدريب المقاتلين ورفع الروح المعنوية لديهم.
انطلقت بعدها حرب الاستنزاف التي كانت تهدف الي استنزاف الجيش الاسرائيلي ومنع تقدمه للضفة الغربية، خلال تلك الفترة استطاعت مصر تحديث القوات الجوية وإنشاء وتحريك حائط الدفاع الجوي قرب حافة الضفة الغربية للقناة، وكان من أبرز القادة في حرب الاستنزاف الفريق عبد المنعم رياض الذي استشهد أثناء تفقده للموقع ٦، بعد اليوم الاول لمعارك المدافع، والتي كانت من أشد معارك حرب الاستنزاف، حيث اشرف الفريق عبد المنعم رياض علي تنفيذ خطة تدمير خط بارليف.
قدمت الولايات المتحدة مبادرة روجرز١٩٧٠ م عن طريق وزير خارجيتها وليام روجرز، لكن رفضت مصر في النهاية تمديد وقف إطلاق النار عام ١٩٧١م.
بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، تم انتخاب الرئيس السادات رئيسًا لمصر، فقرر الرئيس المصري والرئيس السوري حافظ الأسد عام ١٩٧٣م اتخاذ قرار الحرب، ثم قرر مجلس اتحاد الجمهوريات العربية في العاشر من يناير ١٩٧٣ تعيين الفريق اول احمد اسماعيل علي قائد للقوات الاتحادية، اجتمع القادة العسكريون المصريون والسوريون خلال يومي ٢٢/٢٣ اغسطس عام ١٩٧٣ برئاسة وزير الدفاع السوري مصطفي طلاس ووزير الدفاع المصري احمد اسماعيل علي في الإسكندرية سرًا ليشكلوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية والسورية، لتحديد موعد الحرب والتخطيط لها، واتفق علي ان تكون الحرب في شهر أكتوبر.
خلال اللقاء الذي حدث في دمشق يومي ٢٨/ ٢٩ اغسطس ١٩٧٣م، اتفق الرئيسان علي أن يكون يوم ٦ أكتوبر من نفس العام هو موعد الحرب.
في الساعة الثانية من ظهر يوم السادس من أكتوبر ١٩٧٣م ، عبر الابطال محطمين جميع حواجز الخوف وتاركين إرث يتوارثه الاجيال، نجحت القوات المسلحة في عبور خط بارليف مفاجئين العدو، ونجحت القوات الجوية بإفقاد توازن العدو، وقامت القوات البحرية بدور أساسي بدعم عمليات القوات البرية والسيطرة علي الممرات البحرية مثل باب المندب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.