سيف عصام يكتب | طوفان الأقصى والصراع الإسرائيلي الإيراني

0

تشهد منطقة الشرق الاوسط حالة من عدم الاستقرار، نتيجة عملية طوفان الاقصي التي قامت بها حماس، والتي أسفرت عن وضع مضطرب يمكن أن يؤدي الي صراع إقليمي كبير بين إسرائيل وإيران وحزب الله في لبنان بشكل أساسي.
يعود تدهور العلاقات بين البلدين الي فترة الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩م، بعد تلك الثورة مباشرة قامت إيران بقطع جميع علاقاتها الرسمية مع إسرائيل، لكن كان يوجد علاقات غير رسمية تمثلت في دعم إسرائيل لإيران خلال الحرب الإيرانية العراقية(1980-1988)، ثم فترة العداء الكبير الحاصل منذ نهاية حرب الخليج الاولي.
اسباب الصراع الاسرائيلي-الإيراني تعود لعدة اسباب اهمها، سعي إيران لإمتلاك السلاح النووي، وهذا يودي الي كسر الاحتكار الاسرائيلي لهذا السلاح، بالإضافة الي تطوير إيران لصواريخ بعيدة المدي، ومحاولات إسرائيل في أضعاف حلفاء إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
من ضمن أماكن الصراع الاخري قطاع غزة، والذي يخضع لحكم حماس من عام ٢٠٠٧م، ويأخذ الدعم من إيران بشكل اساسي، حيث تعد إيران اكبر الداعمين لحركات المقاومة ضد إسرائيل.
منذ عام ٢٠٠٥م دارت حروب كثيرة بين فصائل المقاومة وإسرائيل، مثل عملية الرصاص المصبوب ٢٠٠٨، حجارة السجيل ٢٠١٢، العصف المأكول ٢٠١٤، صيحة الفجر ٢٠١٩، سيف القدس ٢٠٢١، الفجر الصادق ٢٠٢٢، طوفان الاقصي ٢٠٢٣، وكانت كل حرب أشد تدميرا من الاخري.
ويأتي هجوم حماس الاخير في سياق مفاوضات بين السعودية وإسرائيل حول التطبيع وهذا ما تعارضه إيران، وتعارض إيران أيضا اتفاقيات ابراهام التي أدت الي تطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل.
يمكن أن يؤدي الصراع بين البلدين الي دخول اطراف اخري مثل حزب الله، الذي يتمركز في جنوب لبنان، وقد خاض مع إسرائيل حرب ٢٠٠٦م، وقبلها الصراع في جنوب لبنان(١٩٨٥-٢٠٠٠)، والان يدور بينهما نزاع علي الاطراف الحدودية.
وبدأت اليمن في الدخول علي خط الحرب ، فمن جبهة تبعد حوالي ٢٠٠٠ كيلومتر، قام الحوثي بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، ومنها ما تم التصدي اليه في يوم ٢١ أكتوبر من قبل مدمرة أمريكية، وفي ويوم ٣١ أكتوبر أعلن الحوثي انه قام بإطلاق عدة صواريخ علي إسرائيل، ونجحت منظومات الدفاع الاسرائيلي في اعتراض هذه الهجمات القادمة من اليمن حتي الان.
ومن الجدير بالذكر ان الحوثي من أبرز أذرع إيران في الشرق الاوسط وخليج باب المندب، ما يمنح إيران أهمية استراتيجية في الصراع.
ينذر الصراع بحرب طويلة الأمد، ما لم يتم السعي وراء حلول عملية وسريعة، ومساعي جادة لحفظ الأمن في الشرق الاوسط، وحلول عادلة للقضية الفلسطينية، وضمان حقوق الفلسطينيين المشروعة في قيام دولة علي حدود ١٩٦٧م.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.