شادى عبد الله زلطة يكتب | التمكين، رهان القيادة على الشباب
7 سنوات هي المدة الحقيقية التي قدمت خلالها الدولة المصرية جهودًا عظيمة لصناعة جيل متمرس من الشباب، يستشرف المستقبل ويتدخل في اللحظات المناسبة للتحكم في مسار التغير الاجتماعي، وتوجيه القوى الفاعلة في هذا التغيير، فهم القاعدة التنموية والاستراتيجية التي تصنع الحاضر والمستقبل وعماد التغيير والنهوض في كل المجتمعات.
وقد أضفت الدولة المصرية اهتمامًا خاصًا بتمكين ورعاية الشباب في دستور 2014، وفي ظل تركيز الدولة المصرية على تنفيذ استراتيجية 2030 للتنمية المستدامة شهدت مختلف القطاعات المصرية خطوات عظيمة في تمكين الشباب بدء من التغيير الشامل الذي يشهده قطاع التعليم والتعليم الجامعي، لكسر قالب التعليم المتحجر منذ عقود ومرورا بتعزيز ثقافة البحث والابتكار، بهدف إعداد جيل لمستقبل تتسارع فيه المتغيرات بلا هوادة.
ولم يتوقف رهان القيادة السياسية على صناعة جيل قادر من الشباب على قطاع التعليم فقط، فمنذ عام 2016 الذي أطلق خلاله الرئيس عبد الفتاح السيسي البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، كان هذا البرنامج النواة الحقيقية لإطلاق عنان التمكين للشباب وتوظيف قدراتهم في تحقيق الرؤية الشمولية للدولة المصرية واستقراء دقيق للمستقبل في مختلف المجالات.
كما جاءت المؤتمرات الوطنية للشباب كإحدى آليات تواصل الرئيس مع الشباب لمشاركتهم في تشكيل مستقبل الوطن، لتتوج تلك المؤتمرات بإعلان الرئيس عن إطلاق المنتدى الاول لشباب العالم في عام 2016، لتتطور الفكرة ويتحول إلى منتدى لشباب العالم لينطلق للمرة الأولى في نوفمبر 2017، لمناقشة القضايا الدولية التي تعد محل اهتمام الشباب من مختلف دول العالم.
تعتبر المشاركة السياسية إحدى أهم الركائز التي تقوم عليها الديمقراطية في أي دولة في العالم، وهو ما ركزت عليه القيادة السياسية منذ اليوم الأول بهدف تمكين الشباب سياسيًا والمشاركة بدور فعال في صناعة القرار، خاصة بعد نجاحهم في تحريك دفة الحياة السياسية في مصر بعد ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013.
تعددت الإطارات والآليات والمنابر السياسية على مدار السنوات التي تم تمكين الشباب عبرها، فعلى سبيل المثال باتت نسبة الشباب داخل البرلمان غير مسبوقة في تاريخ مصر، ليصبح إجمالي عدد الشباب تحت قبة البرلمان 185 نائبا بنسبة 32.6% من إجمالي عدد النواب أي ما يقارب الثلث.
تضمنت مساعي تمكين الشباب خاصة من الشباب السياسي تدشين مبادرة تجمع الشباب الحزبي والمستقل تحت مظلة تنسيقية سياسية لتقديم نموذج للحوار القائم على الأهداف والرؤى المشتركة، من أجل تنمية الحياة السياسية وتقديم مشروع وطني يجمع كل الأطياف.
تطورت الفكرة بمرور الوقت لتضم “تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين” أبرز الكيانات الشبابية على الساحة السياسية في مصر من مختلف التوجهات والايديولوجيات في تجربة ناجحة وفريدة من نوعها، أثبتت فعاليتها وقدرة الشباب المشاركين فيها على المشاركة في القرار السياسي وممارسة العمل العام.
يتمثل أحد أهم أهداف المرحلة المقبلة لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين هو توسيع المشاركة عبر إطلاق استراتيجية عمل 2022 التي تستهدف ضم الهيئات البرلمانية لمجلسي النواب والشيوخ، وتطوير اللجان النوعية لتوسيع المشاركة وإثراء عمل هذا النموذج الفريد وتطوير المنتجات السياسية والاقتصادية القابلة للتنفيذ.
لم يكن التمكين الاجتماعي ببعيد عن التمكين السياسي، ولعل المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” لتطوير قرى الريف المصري خير دليل على هذا التمكين، حيث يندمج تحت مظلة هذه المبادرة آلاف الشباب المتطوع الذي يمثل أداة فعالة في تحقيق الهدف الأسمى بتغيير حياة ما يقرب من 60 مليون مواطن.
كل ما تم استعراضه سابقًا من إجراءات وجهود لا تمثل سوى خطوات على طريق التمكين الذي راهن عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتوجيه قدرات الشباب وفقا لمنهجية ودراسات علمية تعكس الجمهورية الجديدة التي باتت ساطعة على خريطة الإقليم، وتخطو بخطوات ثابتة نحو مستقبل مشرق.