شاكر فريد حسن يكتب | العمل التطوعي وغياب ثقافة التطوع
يعتبر العمل التطوعي أحد المصادر المهمة للخير، وهو يعكس صورة إيجابية للمجتمع ويظهر مدى ازدهاره وتطوره، كما ويدل على انتشار وترسخ القيم والأخلاق الحميدة بين أفراد هذا المجتمع.
العمل التطوعي هو نشاط إنساني وسلوك حضاري يساهم في تعزيز روح التعاون والعطاء بين أبناء المجتمع، ويشكل أحد المظاهر الاجتماعية وسمة المجتمعات الحيوية، لدوره في تفعيل طاقات المجتمع وإثراء الوطن بمنجزات أبنائه وسواعدهم.
يسعى العمل التطوعي لخلق روح إيجابية إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة. فالتطوع هو ممارسة تتطلب ثقافة ووعيًا بما يقدم لنا وللأخرين، لأن التطوع هو منا ولأجلنا، ونابع عن خلق العطاء العظيم، والهمة القوية، وبمثابة عمل سامٍ وجميل.
للأسف الشديد أننا نلحظ في العقدين الأخيرين تراجع ثقافة التطوع وانحسار الأعمال التطوعية، رغم وجود مبادرات تطوعية في عدد من الأماكن. ولا شك أن تراجع العمل التطوعي مرتبط بتراجع الوعي الفكري والسياسي وانحسار قيم العطاء، وسيطرة الثقافة الاستهلاكية الوافدة، وباعتقادي أن غياب العمل التطوعي وثقافة التطوع أدى إلى اعمال العنف المستشري في مجتمعنا.
يجب إعادة الاعتبار للعمل التطوعي وتعزيز ثقافة التطوع والتضحية والعطاء بلا مقابل، وبناء لجان عمل تطوعي، وتشجيع الشباب على خدمة مجتمعهم بأنشطة الأعمال التطوعية، وهذا الأمر من شأنه الحد من العنف والجريمة التي انتشرت بشكل كبير وواسع في مجتمعنا.