شريف الرفاعي شريف يكتب | الدبلوماسية الشبابية وتنسيقية الشباب

0

الدبلوماسية الشبابية مصطلح غير شائع في السياسة الدولية، وتظهر مؤسسة “تشيڤنينج” أن تمثيل الشباب في أغلب الحالات يتم فقط على المستوى الاستشاري وأنه من النادر وجود صناعة قرار ناتجة عن جهد شبابي، إلا أن حالة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بمصر قد جعلت هذا “النادر” ممكنًا، خاصةً مع بداية العام الماضي وهو الأمر الذي استمر خلال العام الحالي وصولًا إلى إعلان التنسيقية عن استراتيجيتها الجديدة في أواخر العام الجاري ٢٠٢١.
عكفت التنسيقية على التفاعل والتجاوب مع القضايا العالمية والمشاركة في الأحداث القارية والدولية بفاعلية شديدة، وجاءت مبادرتها باستضافة السيدة الأمريكية “جلوريا ووكر”، كمبادرة تظهر التجاوب الشبابي السريع مع قضايا لا تعتبر إنسانية فحسب، بل تشكل مثالًا حيا لقدرة الشباب المصري على ممارسة القوة الناعمة بفاعلية، وهو الأمر الذي لقى استحسان السفارة الأمريكية بالقاهرة وعكف صالون التنسيقية على مناقشة قضايا دولية شديدة الفاعلية وقد أعطى الفرص للشباب والمواطنين للتجاوب معها، حيث يُبث الصالون بشكل افتراضي يسمح بالتفاعل وليس في غرف مغلقة.
وكانت أول تجربة للتنسيقية هي مشاركة وفدها في عام 2020 بلقاء البرلمانيين ومنظمات المجتمع المدني الأمريكي، وبرلمانيًا، حصل النائب محمد السباعي على عضوية البرلمان المتوسطي، وحصلت النائبات مارثا محروس ورشا أبو شقرة وهيام الطباخ على عضويات البرلمان الدولي للتسامح وبرلمان الشعوب الأفريقية والبرلمان العربي، على الترتيب، ومثلتها النائبة هادية حسني في البرلمان الأفريقي، وشارك النائب محمود القط في الوفد المصري لمراقبة الانتخابات البرلمانية الروسية هذا العام.
وتلقت التنسيقية دعوة للمشاركة باحتفال الحزب الشيوعي الصيني بمئويته بمشاركة الرئيس الصيني “شي جينبينج”، وقبل ذلك تمت دعوة التنسيقية للمشاركة بلقاء الحزب الشيوعي الصيني مع الأحزاب المصرية، وأخيرًا تم تنظيم موتمر مشترك بين الكيان الشبابي ودائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني، ولم تكمن قيمة هذا المؤتمر، الذي شرفت بتمثيل التنسيقية في إلقاء كلمة كمتحدث رئيس به، في تدعيم التواصل مع الجانب الصيني فحسب، بل في إعطاء المساحة للمنضمين الجدد وأعضاء التنسيقية من الجيل الذي لم يشهد تأسيسها للمشاركة والتمثيل، وذلك ما يعكس حقيقة التأهيل والتدريب المتبادل بين الأجيال المختلفة من الشباب داخل التنسيقية.
شاركت التنسيقية في إيصال الدعم إلى قطاع غزة إبان الأزمة الأخيرة، كما تلقت دعوات للقاءات ومباحثات مختلفة من مؤسسات دبلوماسية وسفارات عدة دول مثل جامعة الدول العربية والمنظمة المصرية للشراكة من أجل التنمية وسفارات نيوزلندا وفلسطين والصين وشاركت باحتفال مئوية المملكة الأردنية، كما شاركت في العديد من الفعاليات بسفارات ومؤسسات دولية.
عكفت التنسيقية على الاهتمام بملف العلاقات الخارجية، فكان للجنة العلاقات الخارجية العديد من الإصدارات التي أظهرت رؤى تنم عن العمق الفكري للشباب المصري، وكان استحداث لجنة الدبلوماسية دليلًا على مدى اهتمام شبابها بمد جسور التواصل مع الخارج، وفي ظل استراتيجيتها الجديدة، أنشأت التنسيقية المنتدى الدولي، وهو ما يمكن معه توقع استمرار تداول القضايا الدولية والإقليمية داخل التنسيقية بشكل أكثر تنظيمًا.
ما تم ذكره، بالإضافة إلى العديد من المهام الأخرى التي لم تتسع السطور لتناولها، ينم عن قدرة الشباب المصري على صناعة قراره، في إطار قيادة سياسية تعطي فرصًا غير مسبوقة لتمكين الشباب، وبشكل تعتبره المنظمات الدولية لا يتحقق كثيرًا في الواقع، وقد استطاعت التنسيقية في إطار ممارستها للدبلوماسية الشبابية أن تحظى بإشادات فعالة من مؤسسات الصين ونيوزيلاندا بأقصى الشرق وصولًا إلى الولايات المتحدة بأقصى الغرب، وذلك ما يبرز انفتاح وتطلعات الشباب.

شريف الرفاعي شريف، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.