شيرين فتحي تكتب | الدراما ودور الأيتام

0

تلعب الدراما دورًا محوريًا في تشكيل وعي المجتمعات، حيث تمثل انعكاسًا للواقع، وفي الوقت ذاته، أداة للتأثير على الأفكار والمواقف. ومع ذلك، أصبحنا نشهد في الكثير من الأعمال الدرامية معالجة نمطية وسطحية لقضية الأيتام، ودور الأيتام، ما أدى إلى تكوين صورة ذهنية سلبية لدى الجمهور عن هذه الفئة. هذه الصورة، لا تعكس الحقيقة، وتضع حواجز أمام دمج الأيتام في المجتمع، ما يتطلب وعيًا عميقًا ومسئولية أكبر من صناع الدراما.

ترسخت في أذهان الناس صور نمطية عن دور الأيتام باعتبارها أماكن قمعية مليئة بالإهمال أو القسوة، وصُوِّر الأيتام أنفسهم كأشخاص يعانون من مشكلات سلوكية أو اجتماعية، تجعلهم عبئًا على المجتمع. هذه الصور قد تكون بعيدة تمامًا عن الواقع، حيث تسعى العديد من دور الأيتام حاليًا إلى توفير بيئة حاضنة وداعمة تُؤهِّل الأطفال لحياة كريمة ومستقلة.

الدراما، التي تقدم هذه التصورات السلبية، تساهم في خلق فجوة بين الأيتام والمجتمع، ما يجعل من الصعب على خريجي دور الأيتام الحصول على فرص متساوية في العمل، والتعليم، وحتى تكوين العلاقات الاجتماعية.

يجب أن يتحلى صناع الدراما بالوعي الكافي بقضية الأيتام، وإيمانهم بحق هؤلاء الأبناء في حياة كريمة ومجتمع يحتضنهم. هنا بعض المقترحات التي يمكن أن تُحدث تحولا إيجابيا:

1.تقديم نماذج إيجابية:

يمكن للدراما، أن تسلط الضوء على قصص نجاح لأشخاص نشأوا في دور الأيتام، وأصبحوا أعضاء فاعلين ومتميزين في المجتمع.

2.تصوير الواقع بحيادية:

بدلًا من التركيز على الجوانب السلبية فقط، ينبغي إبراز الجهود التي تُبذل داخل دور الأيتام لتحسين حياة الأطفال وتوفير بيئة آمنة لهم.

3.التوعية المجتمعية:

يمكن للدراما، أن تصبح منصة للتوعية بأهمية دعم الأيتام، ودمجهم في المجتمع، ما يساعد على تغيير التصورات السلبية.

4.تشجيع الحوار المجتمعي:

يمكن للأعمال الدرامية، أن تطرح تساؤلات حول دور المجتمع في احتواء الأيتام، وتعزيز القيم الإنسانية، مثل التكافل والعدالة الاجتماعية.

الدمج مسئولية الجميع،

إن دمج الأيتام في المجتمع ليس مسئولية المؤسسات المعنية فقط، بل هو واجب على كل فرد. وعلى صناع الدراما، أن يدركوا، أن لديهم قوة هائلة للتأثير في هذا الشأن، ما يجعلهم في موقع المسئولية، لتغيير هذه الصورة النمطية.

ختامًا، يجب أن نعمل جميعًا على تعزيز ثقافة الاحتواء، ورفض أي أشكال من الوصم المجتمعي تجاه الأيتام. إنهم أبناء مصر، لهم الحق في حياة كريمة ومستقبل واعد. وعلى الدراما أن تكون شريكًا في تحقيق هذا الهدف، لا أن تكون عائقًا أمامه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.