شيرين فتحي تكتب | شخصية العام الأدبية

0

في عصر تُهيمن فيه التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على حياة الشباب، تُعد مبادرة “شخصية العام الأدبية”، ضرورة ملحّة، لتعريف الأجيال الجديدة برموز الأدب والفن، الذين شكّلوا وجدان الأمة، وأسهموا في بناء ثقافتها. تأتي هذه المبادرة كمحاولة لإحياء التراث الأدبي في المدارس والمكتبات.
لقد أظهرت دراسات عديدة وجود فجوة معرفية لدى الأجيال الشابة فيما يتعلق بتراثهم الثقافي ورموزه. فمعظم الطلاب اليوم لا يعرفون الكثير عن أسماء، مثل نجيب محفوظ، أو طه حسين، أو مي زيادة، ولا يدركون الدور، الذي لعبته أعمالهم في صياغة الهوية الثقافية. لذلك، تسعى المبادرة إلى سد هذه الفجوة عبر تقديم الأدب بصورة تفاعلية وممتعة، تجذب الشباب، وتربطهم بجذورهم الثقافية. فمعرفة التاريخ الأدبي، ليست مجرد رفاهية، بل هي أداة أساسية لبناء الهوية والانتماء.
تهدف المبادرة إلى تعزيز الوعي الثقافي، وبث روح التراث والأدب العربي من خلال إطلاق برنامج جديد بعنوان “شخصية العام الأدبية”. تسعى المبادرة إلى ترسيخ مكانة الأدب في وجدان الأجيال الشابة، من خلال تسليط الضوء على شخصية أدبية مشهورة كل عام.
من شأن هذه المبادرة، أن تُعيد الأدب إلى موقعه كعنصر أساسي في تشكيل وعي المجتمع، وأن تُحيي علاقة الشباب بالقراءة بعيدًا عن سيطرة الوسائط الرقمية، التي طغت على المشهد الثقافي. كما تهدف إلى تعزيز الانتماء لدى الطلاب، وربطهم بتاريخهم الأدبي. تستهدف المبادرة تعريف الطلاب وروّاد المكتبات بأبرز أعلام الأدب العربي، من خلال دمج أعمالهم وأفكارهم في الأنشطة المدرسية والبرامج الثقافية.
تشمل المبادرة، اختيار شخصية أدبية كل عام، يتم الاحتفاء بها عبر سلسلة من الفعاليات، التي تُنظم على مدار العام في المدارس والمكتبات العامة. تهدف هذه الفعاليات إلى استعراض إسهامات الشخصية المختارة، وتسليط الضوء على أعمالها، وأثرها في تاريخ الأدب.
في المدارس: يُخصص أسبوع ثقافي، تُعرض فيه مسرحيات أو مشاهد مستوحاة من أعمال الشخصية، إلى جانب تنظيم مسابقات أدبية ورسومات تعبّر عن رؤى الطلاب تجاه تلك الأعمال.
في المكتبات العامة: تُقام ورش قراءة، ومناقشات مفتوحة حول أبرز كتب الشخصية، بالإضافة إلى معارض تتناول سيرتها وإنتاجها الأدبي.
تقترح المبادرة البدء بأسماء لامعة أثرت الأدب العربي والعالمي، مثل: نجيب محفوظ: الحاصل على جائزة نوبل، والذي عبّر عن نبض الشارع المصري برواياته الخالدة. ومي زيادة: الكاتبة الملهمة، التي كانت أيقونة للفكر المستنير في القرن العشرين. وأحمد شوقي: أمير الشعراء، الذي لمعت كلماته في سماء الوطنية والفن.
“شخصية العام الأدبية”، ليست مجرد تكريم لشخصيات أدبية بارزة، بل هي مشروع وطني لإعادة الاعتبار للكتاب والقراءة في زمن العولمة. إنها دعوة مفتوحة للجميع لاستكشاف التراث الثقافي، وجعل الأدب جزءًا من حياتنا اليومية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.