شيرين فتحي تكتب | غرفة عمليات التنسيقية.. نموذج سياسي رفيع

0

على مرّ السنوات، أثبتت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أنها ليست مجرد كيان شبابي جامع للأحزاب والسياسيين ، بل مدرسة سياسية متكاملة تقدم نموذجاً عملياً في الوعي، والانضباط، والعمل الوطني المسؤول.
ومن بين أبرز محطاتها الناجحة، جاءت غرفة العمليات الانتخابية لتكون تجربة سياسية فريدة، أعادت تعريف مفهوم المشاركة السياسية في الاستحقاقات الانتخابية، سواء كانت برلمانية أو لمجلس الشيوخ أو في الانتخابات الرئاسية.

منذ تأسيسها، حرصت غرفة العمليات على أن تكون مرآةً لنضج العمل السياسي في مصر، فجمعت بين الاحترافية في التنظيم، والدقة في المتابعة، والشفافية في الأداء. لم تكتفِ برصد العملية الانتخابية لحظة بلحظة، بل تحولت إلى منصة تفاعلية تجمع ممثلي الأحزاب والشباب في حوار دائم حول أداء الدولة، وسبل تطوير المشاركة السياسية بما يخدم المواطن ويعزز الثقة في المسار الديمقراطي.

وقد أصبحت هذه التجربة نموذجاً يحتذى به في كل انتخابات تلتها، حيث سار على نهجها العديد من الأحزاب التي استلهمت فكرة وجود غرف عمليات حزبية منظمة، تعمل بعقل جماعي وروح وطنية، بعيداً عن التنافس الضيق أو المصالح الخاصة.
فما قدمته التنسيقية وغرفة عملياتها لم يكن مجرد جهد انتخابي، بل منهج عمل سياسي يقوم على التعاون، والتكامل، والتخطيط، والمشاركة الفعالة في بناء الوعي الجمعي.

ولا يمكن الحديث عن هذه التجربة دون الإشارة إلى كم المجهود العظيم والدأب والإخلاص والضمير الحي الذي تحلّى به أعضاء التنسيقية، الذين عملوا بروح الفريق الواحد، وبذلوا كل ما في وسعهم لتقديم نموذج راقٍ في التكاتف والانتماء والالتزام.
لقد أثبتوا أن النجاح لا يُصنع بالصدفة، بل بالإيمان بالفكرة، والعمل الجاد، والتجرد من المصالح الشخصية لصالح المصلحة الوطنية العليا.

تجربة التنسيقية وغرفة العمليات رسّخت أن السياسة ليست صراعاً على مقاعد، بل شراكة في المسؤولية الوطنية، وأن الشباب حين يُمنح الفرصة ويُحسن التنظيم، يمكنه أن يكون قادراً على إحداث فرق حقيقي في المشهد العام.

ولذلك، ستظل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وغرفة عملياتها علامة مضيئة في تاريخ العمل السياسي المصري الحديث، وتجربة ملهمة تُدرّس، لأنها لم تُدار بعقلية المكسب والخسارة، بل بروح الدولة والوطن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.