شيماء محسب تكتب | الثقافة الصحية

0

تعد الثقافة الصحية عملية مستمرة، مبنية على مجموعة من المعارف الأساسيّة، والتي تهدف إلى تغيير سلوك الأفراد، وجعلهم أكثر اهتماماً بصحتهم، عن طريق اتباع أسلوب معين في توجيه المعلومات الصحيّة إلى كافة الأشخاص، مهما كانت أعمارهم، لذلك تُعدّ الثقافة الصحية جزءاً مهماً وأساسياً من أجزاء العلاج المستخدم في الحد من التأثيرات السلبيّة الناتجة عن الإصابة بالأمراض.
تعتبر الثقافة الصحية عملية ترجمة الحقائق الصحية المعروفة إلى أنماط سلوكية صحية سليمة على مستوى الفرد والمجتمع، بهدف تغيير الاتجاهات والعادات السلوكية غير السوية، وكذلك مساعدة الفرد على اكتساب الخبرات وممارسته العادات الصحية الصحيحة.
تعمل الثقافة الصحية علي تخفيف حدة المشاكل الصحية المتفاقمة بسبب وجود بعض العوامل (1)- ظهور أمراض خطيرة: رغم تقدم العلوم الصحية وتطورها إلى أنها ما زالت عاجزة عن إيجاد علاجات لبعض الأمراض الخطيرة كالايدز.
(2)- سهولة انتشار العدوى: أصبح العالم اليوم قرية صغيرة يسهل انتشار الأمراض المعدية بين أرجائه، مثل: فيروس الكورونا.
(3) – نمط الحياة الجديد: أدى التطور والاعتماد على كافة وسائل الراحة والرفاهية في العصر الحالي إلى ظهور مشاكل صحية عصرية جديدة كالسكر، وارتفاع ضغط الدم.
(4)- الثقافة السائدة : تسود في بعض المجتمعات العديد من العادات الغير الصحية؛ كإهمال ممارسة الرياضة، والإكثار من تناول الطعام في المناسبات، والاحتفالات. (5) – الترويج للسلع: يسوّق الكثيرون لمنتجات متنوعة لا تحقق معايير الجودة، وغير صالحة للاستخدام البشري، وتضر صحة الأفراد.
تعتمد الثقافة الصحية علي عدد من العناصر حتى تحقق أهدافها، على العناصر التالية:
الرسالة الصحيّة: هي المحتوى الذي يتكون من معلومات صحيّة عامة، أو حول مرض معين، وتحتوي على كافة التفاصيل التي تساهم في وصف الحالات الصحيّة للأفراد.
المثقف صحيّاً: هو الشخص الذي يمتلك كافة المعلومات، والخبرة، والكفاءة المناسبة، من أجل تقديم الشرح المناسب للأشخاص الآخرين، حول الثقافة الصحيّة.
المستهدفون من الثقافة الصحيّة: هم مجموعة الأشخاص الذين يسعى المثقف صحيّاً أن يوصل لهم الرسالة الصحيّة بشكل مناسب، حتى يتمكنوا من استيعابها، وفهمها، وتطبيقها في حياتهم اليوميّة.
وسيلة التثقيف الصحي: هي الطريقة المتّبعة في توصيل الرسالة الصحيّة، من المثقف صحيّاً إلى المستهدفين من الثقافة الصحيّة، مثل: عقد المحاضرات، أو طباعة الكتيّبات التي تحتوي على كافة معلومات الثقافة الصحيّة. وسائل الثقافة الصحية تُستخدم الثقافة الصحيّة للوصول إلى النتائج المطلوبة، مجموعة من الوسائل، وهي: ثقافة الأفراد: هي أسلوب الحياة المتّبع عند الناس، وتُعدّ الوسيلة الأولى من الوسائل التي تتبعها الثقافة الصحيّة، في التأثير على مجموعة من أفراد المجتمع، ويغيير هؤلاء الأفراد بدورهم المفاهيم القائمة عند غيرهم، وهكذا تستمرّ الثقافة الصحية بتحقيق المهام المطلوبة منها بنجاح.
الموارد المتاحة: هي كافة الطرق التي تساعد على توصيل الثقافة الصحيّة إلى الأفراد، سواءً أكانت مكتوبة، أم مسموعة، أم مرئية، كالاعتماد على الصحف، والقنوات التلفزيونية، وشبكة الإنترنت، وغيرها.
الطرق التعليميّة: هي توصيل الثقافة الصحيّة باستخدام التدريس، وأكثر الفئات المستهدفة من هذه الوسيلة هم الطلاب، في كافة المراحل الدراسية، سواءً في المدارس، أم الجامعات، وأيضاً تتوافر دورات تدريبية للأفراد في المجتمع المحلي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.