شيماء محسب يكتب | الثقافة الرقمية

0

يشهد العالم تحولا رقميا في الحياة بشكل عام، غير الكثير في جميع نواحي الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وحتى التعليم ولمس كل فئات المجتمع بدون استثناء الصغير والكبير، المتعلم وغير المتعلم، الرجل والمرأة، المثقف وغير المثقف .
ولأنّنا في عصر التكنولوجيا فقد أصبح استخدام مصطلحات تتماشى مع هذه الثورة العلمية الزاميا ، ومنها مصطلح الثقافة الرقمية التي تشير إلى معطيات جديدة يفرضها عالم التطور العلمي والحضاري، فقد وحّدت هذه الثقافة شعوب العالم وجعلتها تتوق إلى تشكيل معرفة واسعة.
وقد شاع مصطلح الثقافة الرقمية خلال الفترة الأخيرة، في إشارة إلى معطيات ثقافية جديدة من جراء استخدام التكنولوجيا الالكترونية الجديدة،الثقافة الرقمية تشير إلى التغيرات الثقافية التي ينتجها تطوير ونشر التكنولوجيا الرقمية وخاصة الإنترنت وشبكة الويب.
ويرتكز مضمون ومفهوم الثقافة الرقمية على بناء منهجية للتفكير من خلال دمج عناصر من عدة حقول ثقافية منفصلة سابقًا، والعمل مع الآخر حتى لو كان بعيدًا.
لذلك أصبحت علاقة الطفل بالكتاب علاقة شبه معدومة والسبب في ذلك دون أدنى شك هو سيطرة الثقافة الرقمية بكل ما تحويه من إيجابيات وسلبيات على فكر وسلوك الأطفال ، فأصبحت تشكل إدمانا رهيبا لم يعد بإمكان التخلص منها، ولكن مهما كانت السلبيات فنحن أمام ظاهرة أساسية و مهمة هي الثقافة الرقمية، التي أصبحت ضرورة في عصر يطلق عليه العصر الرقمي قاد المجتمعات إلى تطورات كبيرة في مجالات مختلفة.
ولا أحد يشكك اليوم في تأثير الثقافة الرقمية على الأطفال الذي تتعرض له المجتمعات في العالم التي أظهرت سلبياتها و ايجابياتها .
من إيجابيات الثقافة الرقمية تعمل علي ارتباط الأطفال بالثقافة الرقميةارتباطا وثيقا، لأن هذه الثقافة في تطور سريع وتقدم يوميا مكتسبات جديدة، توسيع خبرات وتذليل له طريق لبناء المفاهيم، فيتجاوز بذلك الحدود الجغرافية المكانية والزمنية التنوع في معلوماته، ويستفيد الأطفال تنوع معارفهم، فهم غير مرتبطين بحقل معرفي واحد، وهذا التنوع قد سمح بخلق جو من الحيوية .
و من الجانب الآخر تظهربعض المشكلات الأساسية التي تسببها الثقافة الرقمية لي أطفالنا أنها تساعد علي ضعف المهارات الشخصية، إذا تحرمه من اللعب الذي يطور من مهاراته و تتسبب الأجهزة في مشاكل صحية كآلام في الرقبة والكتفين والظهر والصداع وإجهاد العين، وتأخر النطق وغيرها كثير.
كما تاثر علي قوة الذاكرة والقدرة على التركيز و إنَّ الألعاب الإلكترونية القتالية تسبب زيادة العدوانية والعنف عند الأطفال، تجعلهم أكثر عرضة لخطر التنمر الإلكتروني و تأثيرها الأكبر على السلوك الأخلاقي لوجود الكثير من المواقع والمحتوى المؤثرة على السلوك و تتسبب في إهدار الوقت.
والحقيقة من الضروري أن تدرك الأسرة أن الأساليب التربوية التقليدية بحاجة للتأطير بأساليب حديثة تتناسب مع عصر التكنولوجيا لاستثمار هذه التقنية بنحو أفضل، وتحقيقًا للأهداف التربوية المرجوة، وإلا ستصبح التربية سلبية إذا فقدت قدرتها على إدراك التطور الرقمي وبشكل موازي له.
فالجميع مطالبون للمشاركة في إنشاء وتهيئة مجتمع وأجيال تتعامل مع الثورة التقنية بعقلية مستوعبة لعظمة مثل هذا الجهاز الصغير الذي نقلبه بين أصابعنا، حتى يتم – على الأقل – التقليل من حدة تأثير الثقافة الرقمية على الأطفال ، و لتكون الثقافة الرقمية ليست مجرد امتلاك أحدث الأجهزة، بل هي امتلاك المعلومة وحسن التعامل بها مع أي جديد ينتجه العقل إلا نفعل تكن فتنة وفساد.
أن عالم الثقافة الرقمية مفتوح أبوابه هل يمكننا أن نجد إجابة علي ما يدور في أذهاننا من اسئلة لحماية أطفالنا !
هل هناك نظم و لوائح تحفظ حقوق أطفالنا إلى حد كبير؟
هل يمكننا إيجاد أوساط آمنة للأطفال على شبكة الإنترنت؟
هل يتوجب على الأهل والمعلمين تعليمهم مهارات استخدام تلك الوسائط بشكل آمن؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.