عابد كمال الوكيل يكتب | مصر والإمارات والمنطقة

0

العلاقات المصرية الإماراتية، عميقة الجذور، قائمة على الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية، التي شهدتها وتشهدها المنطقة، تحظى البلدان بحضور ومكانة دولية، خاصة مع ما تتميز به سياستها من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام، ودعم جهود استقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات، وقد كانت مصر من أوائل الدول، التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، وسارعت إلى الاعتراف بها فور إعلانها، ودعمتها دوليًا وإقليمًيا باعتبارها ركيزة للأمن والاستقرار، وإضافة جديدة لقوة العرب، واستندت العلاقات بين البلدين إلى أسس الشراكة الاستراتيجية منذ ذلك التاريخ.
العلاقات الحالية
تستند العلاقات الإماراتية- المصرية، إلى أسس وقواعد صلبة، أسهمت في استمراريتها بنسق متصاعد طوال العقود الماضية، حتى بلغت مرحلة الشراكة الاستراتيجية الراسخة والعصية على كل المتغيرات والتحديات من حولها.
وتعد الانطلاقة القوية، التي شهدتها المرحلة التأسيسية لعلاقة البلدين، أحد أهم أسرار النجاح، الذي حققته هذه العلاقة على جميع الأصعدة بفضل التوجيهات الحكيمة والجهود الدؤوبة، والنية الصادقة للقيادات المتعاقبة في كلا البلدين في أن تغدو العلاقات الإماراتية المصرية نموذجا يحتذى على الصعيدين العربي والعالمي.
وصلت خصوصية العلاقات بين القاهرة وأبوظبي ذروتها خلال الفترة الحالية، فقد شهدت تطورًا كبيرًا ونوعيًا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، ونموًا ملحوظًا في معدل التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة.
وشهدت السنوات الأخيرة تنسيقًا وثيقًا حيال القضايا الرئيسية في المنطقة، مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية والليبية واليمنية والسورية، فهناك تقارب كبير في الرؤى والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية،
كما أن للإمارات العربية المتحدة مكانة كبيرة في قلوب أبناء الشعب المصري، موروثة عن حب المصريين الكبير للمؤسس الشيخ زايد، عليه رحمة الله تعالى، وحبه الشديد لمصر والمصريين، وفي حقيقة الأمر، نحن أبناء مصر، نشعر بأننا شعب واحد، لا فرق بيننا، وسنظل هكذا بفضل القيادات الحكيمة والرشيدة، وسيظل التعاون بين الدولتين مستمرا مهما طال الزمن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.