عبدالله عمر الجنايحى يكتب | شباب بين الأمل والعمل

0

يمثل قطاع الشباب أكثر من نصف المجتمع المصري، فهو حجر الأساس الذي سَتُبني عليه تطلعات المستقبل. ومن هذا المنطلق نقرأ ونتابع كل صباح أخبار تخص قطاع الشباب من مبادرات وكيانات تسعي لجذب الشباب نحو العمل العام والانخراط في المجتمع، ولكن؛ هل سألنا أنفسنا ماذا يريد هؤلاء الشباب؟ ما العائد على هؤلاء الشباب؟ وما الدافع الذي يحرك هذه المبادرات والكيانات الشبابية؟

بناء على ذلك تطرقنا للحديث مع الكثير من الشباب عما يدور في أذهانهم حول هذه الأسئلة، فوجدنا أن كثير من الشباب يسعي دائما لإثبات ذاته، وتطوير نفسه، وزيادة معرفته، ليكون شخصًا أكثر فاعلية في مجتمعه.

فضلًا عن ذلك فإنهم يسعون إلى وضع بصمة إيجابية وترك أثر طيب داخل مجتمعاتهم، فهم يتحركون وينفقون من أموالهم ويتحملون مشقة السفر والتعلم والمشاركة من أجل خدمة من حولهم، ومن أجل تكوين قاعدة علاقات مجتمعية هدفها توسيع قاعدة المشاركة الفعالة مع مؤسسات الدولة لمواجهة الشائعات، ورفع درجات الوعي والحفاظ على المقدرات، والسعي نحو التطوير والتنمية واستشراف المستقبل بكل وطنية وحب.

تأسيسًا على ذلك وجدنا أن المحرك الأساسي لهؤلاء الشباب هو سبب لن تجده في بلد إلا مصر، وهو حب وعشق هذه البلد، لأنهم شباب تربي على حب الوطن وخدمته مهما كانت الظروف، فمواقف شباب مصر على مدار التاريخ تشهد بذلك منذ أيام الاحتلال وتواجد الفساد لفترات وعقود طويلة، ليأتي هؤلاء الشباب مُحملين بمسئولية حماية هذه البلد والخوف على مقدرات الدولة من أيادي العبث والمخاطر التي تمثل خطرًا كبيرًا، سواء كانت هذه المخاطر داخلية، أو خارجية.

مما لا شك فيه أن شباب مصر هم المحرك الأساسي لتنمية الدولة، فهم وقودها في الأزمات، ودرعها في الحروب، لا يحركهم إلا حب هذه البلد، والسعي دائما لرؤية بلدهم في مقدمة الدول علميا واقتصاديًا ورياضيًا وفى شتي المجالات.

لذلك ينبغي هنا أن نقف وقفه مع النفس، وأن نمد يد العون لشبابنا في حرية طرح أفكارهم وتحقيق أحلامهم، وأن تسعى الدولة لاحتضان أبنائها من كل الفئات، وأن تسمع لهم وتتحدث معهم دائما من خلال قنوات شرعية تحقق لهم التواصل الفعال.

علاوة على ذلك وجدنا منذ عام ٢٠١٥ حراكًا شبابيًا يشهد له الجميع من مؤتمرات شبابية  وانطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة ، وافتتاح الأكاديمية الوطنية للتدريب ، وكذلك الدور الأهم لبرامج وزارة الشباب والرياضة التي وضعت نصب أعينها برامج كثيره لرفع الوعي لدى شباب مصر من خلال برامج المحاكاة ” طلائع – شباب ـ شيوخ ” لتقدم تجربة فريده من نوعها في ثقل مواهب الشباب سياسيًا واجتماعيًا، وفتح قنوات تواصل مباشرة مع كبار المسئولين وذلك من خلال ملتقيات وندوات ودورات ومعسكرات ورحلات متنوعه ، وكذلك احتضان أفكار ورؤى هؤلاء الشباب من خلال الكيانات والمبادرات التي تجوب كل شبر في مصر لتأخذ بأيدي هؤلاء الشباب لتفريغ طاقاتهم السلبية، وزيادة الطاقة الإيجابية واستغلال طاقات الشباب نحو التنمية المستدامة ، حيث أن هذا القطاع يمثل اكثر من ٦٠٪ من تعداد شعب مصر .

خلاصة القول، ومن هنا نوجه الشكر لكل من يسعى لدعم هؤلاء الشباب، والإيمان بأفكارهم وقدراتهم، ومن أتاح لهم الفرص بالمواقع التنفيذية والمواقع الخدمية، وذلل لهم العقبات للانطلاق نحو خدمة وطنهم.

كلمات الشكر لا توفي كثير من الجهد المبذول، ولكن ينتظر هؤلاء الشباب المزيد من الفرص لتحقيق ما يتطلعون إليه، وتحقيق أحلامهم في بناء وتطوير وطنهم وليجعلوا شعارهم الدائم تحيا مصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.