عبدالوهاب عامر يكتب | المنطقة وصراع العالم

0

دائما ما كانت منطقة الشرق الأوسط هى مطمع النفوذ للحضارات خاصتا إذ ما تراجع المشروع الريادى والوحدوى من دول المنطقة

ـ ونرى تجليات هذا الأمر منذ سقوط المنطقة كلها فى يد الترك وما تلاه من فترات ضعف للأتراك فتعدد وانقسم النفوذ تحت الاستعمار وأدواته وما جانبه من عدم نجاح مشروع توحدى دائم لدول محور القيادة الحضارية (مصر – سوريه -العراق) . تليه لغياب المشروع الريادى الحقيقى لتلك الدول . الأمر الذى جرأ صراع النفوذ الأجنبى إلى ذرع أحد أدواته الاستعمارية التوسعية فى المنطقة والممد يد نفوذه من خلالها والمتمثلة فى دولة الكيان الصهيونى المحتل .

فتتقزم إرادة هذه الأداة وتمتد بيدها الطولى حسب قوة أو ضعف دول الجوار العربى .
وما نعايشه الان من انقسام خاصتا بعد أحداث ٢٠٠٣ م : ٢٠١١م ـ غير العدو استراتيجيته نحو الهيمنة على المنطقة ومد يده الطولى فى كل دول الجوار بل أبعد من ذلك الحد واصبح يتباهى بقدرته على تحريك وتغيير الوضع الجيوسياسى فى المنطقة وهذا ما تبعناه فى احداث سوريه .

فمصر تمثل موقع هذه المنطقة وهى قلبها الحضارى النابض عبر السنين وجناحيها فى مد نفوذها سوريه والعراق فإذا ما كسر أو تعثر أى من تلك الجناحين اختل توازن المشروع الريادى المصرى وهذا ما نعايشه الآن .

-ان غياب الدور المحوري لمصر ليس فقط من باب الاعتكاف أو الانكفاء على النفس داخليا أو حتى تخليها عن مشروعها الريادى بل هو لغياب جناحي الاتزان فى تحقيق وحدة هذا المشروع -سوريه – العراق . فكلاهما خارج المعادلة السياسية الان خاصتا بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها الجمهورية العربية السورية.

-ان بعث المشروع الريادى لدول المحور العربى بذاته هو انكسار لكل المشاريع الاستعمارية فى المنطقة ودائما ما يحاول المستعمر القديم أو الحديث خلق فتن فى دول محور القيادة العربى لضمان عدم قيام مشروع ريادى وحدوى حضارى من المنطقة مشروع يضم فى عبائته مشروع وحدة عربية كبرى نتنج دولة عظمى شرقية قد تورث حضارة هذا العالم لحقبة مستقبلية .
الأمر الذى يحاربه العدو الاستعمارى حتى من مجرد أن يرفع يده عن تلك الدول للعيش الأمن فى أيام عادية دون فتن وحروب .
– فهل يستكين المحور القيادى العربى ؟ وهل بعث المشروع الريادى لدور مصر فى المنطقة أصبح مجرد درب ادبى ام يتحول لغاية لابد منها لعدم مواجهة مصير دول مزقها المستعمبر داخليا وقضى على أمل العيش الأمن والسلمى لشعوبها ؟!
– لمن الريادة والمشروع ان استكانت مصر وانعزلت !!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.