عبد الجبار نوري يكتب | الشيخ والبحر لهمينغواي (٢ – ٣)

0

تعتبر الرواية من أشهر أعماله الأدبية وأكثرها أنتشارا وتأثيرا ، كتبها عام 1952 ، والشيخ والبحررشحتْ همنغواي للحصول على جائزة نوبل ، تحكي قصة صياد كوبي عجوز يدعى ” سانتياغو ” الذي يخوض معركة ملحمية مع سمكة (مارتن ) ضخمة يحاول أصطيادها بعد معاناة قهرية سوداوية وبعد فترة طويلة من الفشل والخيبة وصراع طويل ومرهق يتمكن العجوز من أصطياد السمكة بيد إنهُ يفقدها أثناء عودتهِ إلى الشاطيء عندما تعرض لهجوم من قبل أسماك القرش اللعينة التي قضمت معضمها .
مغزى الرواية
-الكفاح والصمود : الرواية تسلط الضوء على الصراع المستمر بين الأنسان والطبيعة وكيف يمكن للشخص من الأستمرار بالمحاولة رغم الفشل المتكرر، والرواية تجسد أن العظمة ليست بالأنتصار بل في الكفاح المستمر والدؤوب المكلل بالبسالة في مواجهة المصاعب .
– العزلة والوحدة : ( سنتياغو ) يعيش وحيدا يواجه البحر (كعدو وصديق) في آنٍ واحد حيث هيجان البحر المرعب وسط متاهات دياجيره المظلمة ، أما جانب الخير فهو مصدر خير للبشرية لأحتوائهِ كنوزا ثمينة للعيش ، البحر يعكس الحياة بكل صراعاتها ومفاجئاتها ، وتظهر الرواية رغم عزلة ووحدانية ( سانتياغو )وخسرانه السمكة الثرية الضخمة ( مارتن) سوف يعاود فجر اليوم التالي الأستمرارية لحرفة الصيدالبحري الممتعة .
– المثابرة والكرامة : أن همنغواي يبرز فكرة : أن الكرامة والمثابرة لا تتعلق بالنتيجة النهائية بل بالجهد المبذزل المكلل بالشجاعة في مواجهة التحديات ، وبأيجاز الرواية تمثل صورة ( رمزية ) للصراع البشري الأزلي مع الطبيعة والحياة والموت والأنتصار والخيبة .
أسلوب ” همنغواي ” في السرد النصي للكتابة!؟
الروائي الأمريكي ” آرنست همنغواي ” حصل على جائزة نوبل عام 1954 بأستحقاق ما أنجزهُ ، حيث وصفت اللجنة الرواية بأنها : عمل وأنجاز فني للسرد المتميز لهمنغواي ، وأستندت لجنة الجائزة إلى عدة عوامل أستحقاقية لهذه الجائزة
– أسلوبه في الكتابة البساطة دون اللجوء للزخرفة بل نحو أستحضار العالم من منظور خاص وربما همنغواي عاصر زمنين نهاية القرن 19 وبداية القرن العشرين (1899-1961) في معايشته عصرين الكلاسيكي والحديث وخاصة في روايته الملحمية الشيخ والبحر زاوج بين الزمنين بشفافية عالية وبساطة مفعمة بالتفاصيل ، وركزت على التصور الدقيق للعواطف والمواقف البشرية وهذا الأسلوب بات يعرف في عالم الأدب العالمي ب( ا لنمط الهمنغوائي ) أثر بشكل كبير على الكتابة الأدبية للقرن العشرين .
– ويمكن أعتباررواية الشيخ والبحر رواية دائرية – كما وصفها نقاد عصره وزمانه – والتي وُصفتْ بالرواية ( البيكارية) نسبة للروائي الأسباني بيكارو الذي يعتمد سردهُ للكتابة بالتشرد والضياع والبؤس والخوف ومزيد من القلق والمستقبل المجهول وهو ما عاناهُ البطل في رواية الشيخ والبحر بذلك الصراع الرهيب بين الحفاظ على الصيد الثمين للسمكة الضخمة الكبيرة والثمينة ( مارتن )ومقاومة العدو المزدوج ( البحروالقرش ) وهو سرد أدبي نصي يتغيرفيه الحدث بتغير الزمكنة .
– في أجواء الرواية الأسطورية المعتمدة على التوليف الجميل والرائع بين الواقع ومسحة من الفنتازية السحرية وبحبكة درامية أوصلنا همنغواي بالشعور بأنها ترقى لرواية تراجيدية ذات نهايات حزينة ومقلقة حيث تمكن هذا العجوز المعجزة من التأثير المباشر في تحريك خيوط اللعبة دراماتيكيا في ملامسة أحاسيس ومشاعر الذات البشرية وهو يروي وقائع حقيقية سوداوية وتحويلها بقلمه الساحر لمقاومة وأصرار وتحدي للأعداء البحر وأسماك القرش وعامل الزمن .
-إن فن كتابةُ الرواية فن من فنون الكتابة تضاف لها الموهبة ولم تتوقف على هذه الأسس لدى الروائي همنغواي بحيث أضاف لها التجديد في نقلة نوعية للأدب الأمريكي في خوض الحداثة للأدب الأمريكي ببراعة فائقة بناءً ومادة وتكنلوجية مع مقاربات في التطور السوسيولوجي الجمعي للوصول إلى إعادة بناء الأنسان الحداثوي بصيغة أممية وليست خاصة بجغرافية أمريكا فقط لكون لرافعته السردية للأدب هي ( الأنسنة ) .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.