عبد الغني الحايس يكتب | الحوار بناء دولة

0

تشرفت بحضور الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني، وأستطيع أن أعرب على سعادتي البالغة، بهذا الحشد الرائع من الحضور، الذي اجتمع من أجل الوطن ولصالح الوطن.
أحب أن أشكر السيد الرئيس على دعوته للحوار الوطني في ابريل قبل الماضي، وذلك لإيمانه القوي بأن لا حل بدون حوار، وانه حقا الطريق إلى بناء الجمهورية الجديدة، كما نشكره على استجابته السريعة بأن تكون كل الاستحقاقات الانتخابية خاضعة لإشراف قضائي كامل، وعلي دعمه في الخروج من الحوار الوطني بأفضل الرؤي لدعم الدولة والمواطن.
كما أشكر المنسق العام للحوار الوطني ضياء رشوان ومجلس الأمناء على تفانيهم وحياديتهم وتخطيطهم كل مواضيع الحوار ومحاولتهم الدؤوبة في بناء الثقة بين الفرقاء سواء كانت المعارضة او المؤيدة لسياسات الدولة.
فقد تم دعوة كل أطياف المجتمع من شخصيات عامة وخبراء واحزاب سياسية ونقابات وتيارات شبابية ونسائية وحقوقية وجمعيات ومجتمع مدني فكل مصر ممثلة في الحوار ماعدا الجماعة التي غدرت بالشعب والوطن.
علي مدار عام كامل من الدعوة للحوار وهم يستقبلون المقترحات ومشروعات قوانين والأفكار والرؤي ويعقدون الاجتماعات استعدادا لبدأ الحوار والذي تعهد السيد الرئيس بحضور بعض جلساته الختامية، وتلقيه كل نتائج الحوار شخصيًا وفي حالة وجود مشاريع قوانين سيتم رفعها إلى البرلمان وهذا يدل على أننا نسير إلى جمهوريتنا الجديدة بكل ثقة.
لكن ينبغي علينا أن نعترف أننا لدينا مشكلات عضال سواء في كل المحاور التي يناقشها المؤتمر وما يندرج تحتها من بنود للمناقشة سواء كان المحور السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي لذلك يجتمع الجميع من أجل عرض المشكلة والحل لا من أجل الصياح والبحث عن كبش فداء فالمشكلة قائمة والجميع شركاء ويجب انكار الذات والبعد عن تصفية الحسابات انما السعي على ايجاد أفضل الحلول.
وعلي الدولة أن تحمي أصحاب الآراء فقد قال المنسق العام ان لا خطوط حمراء وكل طرف من المتحاورين يحق له أن يعرض فكرته ورؤيته بدون سقف، ففي اثناء الجلسات استمعنا إلى كلمة السيد عمرو موسي الكاشفة والتي تعبر عن الشارع المصري وما يحمله من اسئلة وما يتمناه من طموحات، وكذلك كلمة د حسام بدراوي وغيرها من الكلمات الافتتاحية تدل انه لا سقف في الطرح، انما يجب تبني ما يطرح وتبني ألية الحل .
ان كان هناك قصور فلابد ان نعترف أن هناك انجازات كبيرة جدا تمت يدركها ويتعايش معها الشعب المصري يعجز هذا المقال عن حصرها.
كما يجب التزام الدولة بتعهداتها في الإفراج عن سجناء الرأي وكل مسجون لم يثبت تورطه في التحريض او اراقة دماء او تهديد الدولة وبناء جسر من الثقة بين الجميع .
علي قدر أهمية الحوار الوطني في بناء جسر الثقة بين المتحاورين على اختلافات قناعتهم وميولهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية، الا انه ضروري في خلق طريق يجمع المصريين من أجل البناء ومواجهة كل التحديات والصعاب والتغلب على كافة مشاكلنا بالتضافر وتبادل الأفكار من أجل دعم الدولة والعمل لصالح المواطنين.
كما أطلب من المتشككين في جدوى الحوار ان يصمتوا ويشاهدوا الجلسات العلنية ويتابعوا عن كثب كل القضايا التي تناقش وينتظروا حتي ترفع النتائج مع علمي الشخصي ان هناك مشكلات سيسعي إلى حلها وقتي وبشكل سريع ولأننا نعلم ان الحكومة وممثليها وسيادة الرئيس سيتابعون الجلسات.
كلمة أخيرة للمتحاورين سواء كان معارضة او مؤيد تلك فرصة تاريخية لطرح الأفكار وايجاد المخرجات والحلول لكل قضايا الوطن، وليس بالضرورة ان نتفق بنسبة كاملة ولكن بالضرورة أن نسعى إلى التوافق ونسمح للمساحات المشتركة والمتوافق عليها ان تكبر ويتم تعزيزها من أجل الوطن وصالح المواطنين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.